بين وهم الوصول وطموح اللحاق

بين وهم الوصول وطموح اللحاق

استوقفتني مقولة لـ"لوري غوتليب"، (يسعى الناس دائمًا إلى حل سريع لمشكلاتهم، ماذا لو كان السبب الرئيسي لتعكر مزاجهم هو الوتيرة المتسارعة في حياتهم).. وكأن تلك العبارة هي قطعة بازل لصورة مهزوزة لمجموعة قيم تتعارك داخلي بين سؤالين أولهما: هل أنت تحترق نفسيا وتحتاج للتوقف؟ 

وثانيهما: هل تنتظر الفرصة أم تصنعها- وكأن الراحة والمرح  عار لا يجب أن يذكر حتى كخيار- وبصياغة أخرى هل تقهقرت أم تأخرت وسبقك الأكثر طوحا وشغفا؟

في الحقيقة تلك المقولة أجابت بتوازن عن كليهما؛ فالإنجاز مطلب والأيدي العاملة صاحبة الأثر ذات  قدسية لا أحد ينكرها ومن جهة أخرى المرح هدف وطموح يستحق عناء الوصول ليس بمعيار الإنجاز بل بمعيار الرغبة النفسية فالمرآة لن تبتسم لك قبل أن تفعل أنت ذلك، ومن جمال الحياة أن تنشغل بالعلياء بقلب حر لا يقارن إنجازاته إلا برغباته ونسخه القديمة أما غير ذلك من المقارنات جائر في حق قلبك ولا تستخف أبدا بقوة المرح فلها القدرة على تغيير الحياة وترقيتها لمراحل أجمل، وضع نصب عينيك أن لكل شيء في هذه الحياة قيمة: التجارب والاجتهاد والمرح والأشخاص وحتى الأخطاء فكلها تصنع شخصيتك وتقوم بدور مهم في نحت عقلك وتعيد رسم وجهات نظرك وقناعاتك فلا تستهين بأي منها ولا تظن أبدًا أنَّ تغليب أحدها سيصنع مجدك، التوازن هو سر الناجحين، ولك الحق دائمًا ألا تكون كاملًا وأن تتعلم من أخطائك ولك الحق ألا يكون مزاجك جيدًا أحيانًا فكل شعور ناقوس ينبهك إلى جفاف يستغيث مطرك 

وكلما رويته كلما تحسنت جودة حياتك، ومعلومة في سرك عزيزي القارئ الألم ليس ضربا مبرحا تتلقاه بل هو أن تتقلب في فراشك تطحنك الأفكار ويلتهم ساعات ليلك القلق، اعلم حين تعانِي هذا الألم أنك انتزعت من نفسك السلام وما ذاك إلا خلل في موازين قيمك فحقق معادلتها بدمج المرح والاجتهاد والأخطاء والتجارب بكميات موزونة واكتب علامة يساوي يليها (السلام النفسي) وردد بيقين (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa