كشف استشاري الصحة العامة والأمراض المعدية مدير إدارة الصحة والبيئة في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور مجدي بن حسن الطوخي، أن فيروس كورونا مرض بيئي انتقل إلى الانسان، مثله بعض الأمراض الأخرى السابقة، كمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفيروس سارس وإيبولا.
وأشار إلى أن هناك عددًا كبيرًا من العوامل التي قد تؤثر في انتشار مرض معيّن أو توطّنه في منطقة ما، حيث أن الإنسان يتأثر بالبيئة المحيطة سلبًا أو إيجابًا اعتمادًا على ظروف تلك البيئة.
وخلال تقديمه محاضرتين بعنوان «الأمراض البيئية الوبائيّة ومؤشرات القياس الصحيّة» و«الاستراتيجية الوطنية للصحّة والبيئة» التي أقامتها جمعية أصدقاء البيئة، الأربعاء الماضي، عبر منصّة (zoom)، أوضح أن هذه العوامل التي تؤثّر في انتشار مرض معيّن، تتمثّل في "المنطقة الجغرافيّة، بالإضافة إلى المناخ والتضاريس، كذلك العوامل الوراثيّة، وأيضًا التلوّث، والأوضاع الاقتصاديّة والتعليمية، إضافة إلى الخصائص الديموغرافية والشخصية بما فيها العمر ومتغيرات الجنس، والحالة الزوجية واختلاف العرق".
وكشف أن عدد المصابين بالالتهاب الكبدي (ب) خلال عام 2018 بلغ نحو 7432 مصابًا في المملكة، منهم 800 في المنطقة الشرقية، فيما بلغت نسبة السعوديين المصابين نحو 75%، حيث إن نسبة التناقص المتوقعة حتى عام 2022م، ستصل لنحو 13%، حتى تصبح عدد الإصابات إلى 5590 حالة فقط.
وأفاد أن هناك أسبابًا عديدة لارتفاع الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي "ب" لفئة الأكثر من 45 عامًا، وجاء من ضمنها "ضعف الوعي بالمرض، كذلك انخفاض معدلات التشخيص بالمرض، وعدم الالتزام والإسراع بالعلاج، كذلك تعرض المصابين بـ "الانسداد القلب، والسرطانات، ونقص المناعة المكتسبة" بالالتهاب الكبدي الوبائي "ب"، بالإضافة إلى العاملين في مراكز تبرع الدم والسجون والجيش وطلاب الطب هم أكثر عرضة).
وسلّط الدكتور الطوخي الضوء على عديد من الأمراض التي تسببت بها البيئة على مستوى المملكة، خلال عام 2018م، حيث إن عدد المصابين بمرض حمى الضنك بلغ نحو 5345 مصابًا، ونسبة السعوديين المصابين به بلغ نحو 22%، أما عدد المصابين بالجديري المائي في العام ذاته بلغ نحو 4389 مصابًا ونسبة السعوديين من هذه الإصابات بلغت نحو 70%، أما عدد المصابين بالالتهاب الكبدي "ج" بلغ نحو 3434 مصابًا، ونسبة السعوديين من هذه الإصابات 70%، أما عدد المصابين بالزحار الأميبي بلغ نحو 3351 مصابًا، ونسبة إصابات السعوديين به 58%، أما عدد المصابين بالدرن الرئوي (السلّ) فبلغ نحو 2543، ونسبة السعوديين المصابين به 43%.
وأفاد أن المؤسسات غير الحكومية، خصوصًا الصناعية منها، لها دور كبير بالحفاظ على البيئة والالتزام بالمعايير من العبث والمرادم والعبث والتعدي بالتحطيب الجائر، التي تنتج ضررًا كبيرًا على البيئة، الأمر الذي ينعكس على صحة الإنسان، حيث وضعت الوزارة معايير للالتزام بها ووضعت عقوبات لعدم الالتزام بهذه المعايير.
وأكد أن الوزارة ترحب بمشاركة المؤسسات التعليمية في تقديم الأفكار والمبادرات نحو الحفاظ على البيئة بما يعود للنفع، مشيرًا إلى أن القطاع التعليمي أو القطاع الخاص شريك في المبادرات والعمل على الحفاظ على البيئة. وحول انتشار الأمراض الوراثية في مناطق أكثر من غيرها، وأوضح أن الشرقية منتشر فيها الثلاسيميا أكثر من غيرها بسبب التزاوج بين الأقارب، حيث تنتقل من جيل إلى جيل.