لم يتخيل الشاب «يحيى فرحان جابر اليحيوي المالكي»، أن تطول معاناته مع الألم عشر سنوات عجاف؛ لتمنعه من الدراسة، بينما فاقت تكاليف العلاج قدرة الأسرة.
ويروي الشاب ذو الـ«24» ربيعًا من محافظة الداير شرقي منطقة جازان معاناته لـ«عاجل»، قائلًا: «لم أكن أعلم أنني سأصبح يومًا بقريتي النائية وسط أسرتي محدودة الدخل عاجزًا عن إكمال دراستي والاستمتاع بشبابي؛ فأصبت انحناء في العمود الفقري والغضروف وفقدان للإحساس في النصف السفلي وعدم تحكمي بالمسالك البولية، فضلًا عن الفشل الكلوي».
وأضاف الشاب: «أصبت بمرضي وأنا في المرحلة المتوسطة عام ١٤٣٢، ورقدت على السرير الأبيض لشهور، من ثم غادرت المستشفى، ورغم وجود المتبرعين فإنني بحاجة إلى معالجة الإعاقة لزراعة الكلى».
وطال أمد الصراع بين المالكي والمرض منذ عشر سنوات، ظل خلالها طريح الفراش، يلازمه أنين الألم، وترمقه عيون والديه المسنين بالدموع، بينما شاهدا فلذة كبدهما، يفقد شبابه يومًا تلو آخر؛ بسبب مرض لا يرحم، فيما عجز الوالدان عن مساعدته، ولم يعد لهما في الحياة هدفًا ولا حلمًا سوى علاجة ورؤيته بصحة تامة.
وعلق والد الشاب لـ«عاجل»، بقوله: أمضينا سنوات نتردد على مستشفيات منطقة جازان، لكن حالة ابني تحتاج مراكز طبية متقدمة وعناية متخصصة؛ لمعالجة إعاقته ومن ثم زرع كلى له، لكننا لا تستطيع تحمل تكاليف السفر وزيارة مراكز متخصصة، وزرنا فقط مستشفى الملك فهد التخصصي بالشرقية.
وأوضح والد الشاب، أن المستشفى المشار إليه، اشترط لتنفيذ عملية زراعة الكلى معالجة الإعاقات في مستشفيات أخرى، وأحالهم إلى مستشفيات منطقة جازان، لكن الزيارات الدورية للمستشفى دون تدخل جراحي؛ لمعالجة الإعاقة انهكت الأسرة؛ حيث إن دخلهم هو «الضمان الإجتماعي» فقط، ولم يتمكنوا من تحديث التأهيل الشامل؛ بسبب طلبهم زيارة المستفيد للتأهيل، وهو أمر لا يمكننا تنفيذه؛ ما تتسبب في انقطاع الإعانة عنا.
وأردف والد الشاب: «أتمنى أن أفرح بشفاء ولدي وأراه يمارس حياته بشكل طبيعي، ويتم التكفل بعلاج إعاقته التي تمنع علاج ما يعانيه من فشل كلوي.