آلاف الطلاب حول العالم حرموا من متابعة مقرراتهم الدراسية، بعد أن قررت حكومات بلدانهم تعليق العملية الدراسية في إطار لإجراءات الاحترازية، التي تتخذها معظم حكومات العالم لمواجهة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) والحد من انتشاره، خاصة بعد أن قارب عدد المصابين به إلى مليون مصاب حول العالم، وتجاوزت صحاياه 50 ألف وفاة.
لكن الرؤية الاستراتيجية الاستباقية للحكومة الرشيدة، عززت من الحفاظ على صحة وسلامة الطلاب، وعدم حرمانهم من تحصيل مقرراتهم الدراسية، وذلك رغم أن العملية التعليمة متوقفة منذ الثامن من مارس الماضي؛ إلا أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم ساهمت في متابعة العملية الدراسية.
وبعد أيام من تعليق الدراسة في جميع مدارس ومؤسسات التعليم العام والأهلي والجامعي والفني في المملكة، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، أعلنت وزارة التعليم تفعيل التعليم عن بُعد من خلال المدرسة الافتراضية، التي تضم 19 قناة من قنوات عين، يتناوب على تقديمها 127 معلمًا لشرح 122 مادة يوميًّا، حيث تقدم البوابة أدوات تواصل بين المعلم والطالب، عبر دروس تفاعلية في أي وقت، من خلال 3700 مدرسة موزعة على 33 إدارة تعليمية في مناطق ومحافظات المملكة؛ بمشاركة 100 ألف معلم يتواصلون مع طلابهم.
ومنذ اللحظات الأولى، وجه وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بتفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بُعد، خلال فترة تعليق الدراسة؛ بما يضمن استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة، من خلال مباشرة مكاتب الإشراف عملها خلال مدة التعليق لمتابعة العملية التعليمية، والتنسيق في إجراءات التعليم عن بُعد، والرد على استفسارات أولياء الأمور والتأكد من سير العمل بالمدرسة الافتراضية، وتوفير الدروس للمراحل الدراسية كافة بشكل غير متزامن، من خلال قناة عين التي تبث على القمر الصناعي عربسات.
وأكد وزير التعليم، الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، أن الوزارة تمكنت من توفير التعليم للأبناء الطلاب في منازلهم، عبر كل منصات المدرسة الافتراضية والتعليم عن بُعد، وتحققت 42 مليون مشاهدة عبر قنوات «عين» على موقع يوتيوب، غير مشاهدة مباشرة لـ20 قناة تبث على الهواء عبر ستالايت، بنفس الخطط الدراسية لكل يوم حتى البث المباشر من اليوم الآخر .
وحول سير التعليم في الجامعات، قال الوزير آل الشيخ، إن الجامعات تواصل تعليمها من اليوم التالي لتعليق الدراسة، بوجود أكثر من مليون و200 ألف مستخدم حضروا 107 آلاف ساعة تعليمية في أكثر من 7600 فصل افتراضي، مشيرًا إلى وجود نقلة نوعية في ثقافة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بشؤون المبتعثين بالخارح، أصدر وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ قرارًا يتضمن عددًا من الإجراءات الاستثنائية لمعالجة أوضاع المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم خارج المملكة، في ظل الظروف الحالية لجائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك في ضوء اهتمام القيادة الرشيدة بأبنائها المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم في جميع دول العالم، بما يسهم في الحفاظ على سلامتهم، ليكملوا رحلتهم التعليمية ويعودوا لوطنهم متسلحين بالعلم والمعرفة، وفق بيان صحفى.
وقضى القرار باستمرار صرف المخصصات المالية، والتأمين الطبي، وبدل العلاج على المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم؛ بما في ذلك الذين تم إيقاف الصرف عنهم، أو الذين انتهت بعثتهم وما زالوا في بلد الابتعاث، كما شمل القرار عدم إيقاف الصرف على المبتعثين والمبتعثات ومرافقيهم أيًا كان سبب الإيقاف مع صرف مخصص مالي لمدة شهر مساوٍ لمكافأة المبتعث مع مرافقيه لمن غادروا سكنهم، ومَنْ تخرج وانتهت بعثته ولا يزال في بلد الابتعاث ولم يتمكن من العودة للمملكة، وللطلاب الذين تم إيقاف الصرف عنهم.
اقرأ أيضًا :