أقبل حجاج بيت الله الحرام جماعات وأفرادًا إلى مشعر منى راجلين وركبانًا، اليوم الأحد، مهللين مكبرين تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في مزدلفة، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب.
يأتي هذا بينما نجحت الخطط التي وضعتها القطاعات المعنية بالحج هذا العام، بمتابعة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.
وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى يشرعون برمي جمرة العقبة، ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر، ويأتي رمي الجمار تذكيرًا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة يشرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر حيث يبدؤون بنحر هديهم، ثم بحلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة، وبعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدؤون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.
وعبّر الجميع عن رضاهم بنجاح مراحل تنقل الحجاج بين المشاعر وتميزها بالانسيابية رغم كثرة المركبات، إلا أن الطرق الفسيحة ووسائل النقل الحديثة ومنها قطار المشاعر الذي أسهم في نجاح الخطة المرورية التي يقوم عليها رجال أكفاء من الأمن العامّ والمرور وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني.
وشارك أفراد الكشافة الذين واصلوا الليل بالنهار في تنظيم حركة السير وإرشاد الحجاج وتأمين سلامتهم، بينما كانت الطائرات العامودية تتابع حركة النفرة موجهة من خلال غرفة العمليات ومركز القيادة والسيطرة لمواقع الكثافة على الطرق كافة، للعمل على فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة مواكب الحجيج.
وقد عاش الحجيج في نفرتهم الهدوء والسكينة، تحفّهم عنايته -سبحانه وتعالى- ثم جهود وحرص وتنسيق بين عديد من القطاعات التي التزمت الخطط المرسومة لتحركات الحجيج بين المشاعر المقدسة، ووفرت الخدمات الصحية والتموينية والغذائية، وكذا الاتصالات والمياه والكهرباء إلى جانب انتشار مراكز الدفاع المدني على الطرقات وداخل المشاعر.