انطلق منتدى مسك العالمي في نسخته الرابعة، اليوم الثلاثاء، في فندق الفورسيزنز بالرياض، تحت عنوان «إعادة صياغة العمل»، وسط حضور كبير، وتغطية إعلامية واسعة، من مختلف دول العالم، بمشاركة متحدثين عالميين، وشركاء دوليين، والعديد من ممثلي المؤسسات الشبابية الدولية, وحضور الآلاف من القيادات الشابة والتنفيذية ورياديي الأعمال ومسؤولي القطاع الحكومي والخاص.
وشارك بالجلسة الافتتاحية، بعنوان «صناعة الغد ووظائف المستقبل» الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، والرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة خلدون خليفة المبارك، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال في فرنسا باتريك بوياني.
وتحدث وزير الطاقة خلال الجلسة عن جهود المملكة في العمل على مبدأ الشراكةِ والاتّساقِ والتكاملِ بينَ الجهاتِ ضمنَ رؤيةِ المملكةِ 2030 من أجلِ تحفيز الاقتصاد على إيجادِ وظائفَ مستدامة.
وقال: إن المملكة العربية السعودية لديها شباب وفتيات تفخر بهم كونهم يملكون النضج الكافي للبحث والتفكير، ولا يوجد بلد يلهم الآخرين بدون تمكين وأنا أرى في المملكة قوة عاملة ومرونة وقدرة على التكيف والفخر بالذات والتحفيز الذاتي.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان امتلاك المملكة لآلاف المهندسين والمهندسات اللاتي يتنافسن معهم، مبينًا أنهم هم المكرسون للتكنولوجيا وندعمهم لتحقيق أحلامهم.
وحث على دعم وتدريب وتثقيف القوى العاملة وجعلها تتكيّف مع التغيرات، مشيرا إلى أهمية استقطاب الشباب واستغلال طاقاتهم وتبادل الأفكار معهم، مبينا أنه إذا قُدم لهم الشعور بالملكية لأفكارهم سينجحون وسيحققون تقدما في المجتمعات مستقبلا.
وأوضح وزير الطاقة أن المملكة تدعم استقطاب الوظائف من خلال العديد من البرامج، إلى جانب السعي نحو تحسين الكفاءات من خلال العمل مع القطاعات في المملكة وخارجها، موجهًا رسالة للشباب السعوديين والسعوديات حثّهم فيها على دعم أهداف الرؤية وتحقيق النجاح للمملكة.
من جهته، أكد العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات أهمية التكنولوجيا في تغيير المستقبل، مبينًا أن الدول تعمل على ضمان توفير الفرص الصحيحة للشباب وقيادتهم نحو المستقبل وتحقيق النجاح للمجتمعات.
وحثّ الشباب على احتضان التكنولوجيا والتركيز على الانفتاح نحو القطاع الذي يعمل فيه بدلًا من المقاومة وكذلك العمل على الابتكار واختبار مخرجاتهم، مبينًا أن المستقبل ينطوي عليه فرص كبيرة لهذا الجيل والجيل القادم.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال: إن قطاع الطاقة قطاع أساسي للجميع يلبى من خلاله العديد من الأمور، منوهًا بجهود السعودية في استقطاب المواهب للإسهام في تطوير التكنولوجيا والاستفادة منها، ودعم شركة توتال تدعم ذلك أيضا لبناء تكنلوجيا الطاقة العالمية.
ودعا الشباب لتحقيق طموحاتهم من خلال الإصغاء للآخرين واستغلال مواهبهم لبناء عالم الغد، موضحًا أن التكنولوجيا ستدعم عملية الملاءمة في الوظائف مستقبلا من خلال استحداث وظائف جديدة .
وحملت الجلسة الثانية عنوان «مستقبل العمل بين يديك»، وشارك فيها الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود نائب رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة للشؤون النسائية، ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المؤسسة الاتحادية للشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة شما المزروعي والشيخة الزين صباح ناصر الصباح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية ش.م.ك.م (NCIG), في دولة الكويت ومن وزارة الاتصالات والإعلام ووزارة الثقافة والمجتمع والشباب بسنغافورة سيم آن.
وتطرقت الجلسة لأهمية العمل على تطوير الذات من خلال السعي نحو إيجاد الفرص واستغلالها والتواصل مع العالم للإسهام في دعم التطوير في المجتمع .
وحثّ المشاركون على استغلال التكنولوجيا والتعايش معها وعدم جعلها عائقًا في مجال الوظائف مستقبلًا كون التكنولوجيا تحتاج لليد العاملة أيضًا.
وأكدوا أن الدول تدعم تطوير الشباب من خلال التدريب ودعم أفكارهم وإشراكهم لطرح آرائهم في إعداد الخطط بوصفهم قادة المستقبل.
فيما حملت الجلسة الأخيرة عنوان «الخير المرن» شاركت فيها دوقة يورك -المملكة المتحدة- سارة فيرجسون.
وتتمثل موضوعات المنتدى في نسخته الرابعة الذي يستمر ثلاثة أيام في أربعة مجالات موضوعية هي: القوة العاملة، مكان العمل، سير العمل، كأس العالم لريادة الأعمال، فيما يركز المنتدى عبر أنشطته على ثلاثة محاور أساسية هي: المهارات من أجل اقتصاد المستقبل، ريادة الأعمال والتوظيف، المواطنة العالمية النشطة.
ويهدف منتدى مسك العالمي لاكتشاف وتطوير وتمكين الشباب ليصبحوا مشاركين نشطين في اقتصاد المستقبل، وإيجاد منصة دولية شبابية لتبادل المعرفة وذكر تجاربهم الناجحة عن قرب للوصول إلى نتائج وتوصيات ومبادرات تصبّ في تنمية الطاقات الشبابية وتطويرها بما ينعكس بالإيجاب على الأوساط الشبابية في السعودية من جانب، ودعم الجهود الدولية الساعية إلى تطوير وتمكين الشباب على الصعيد العالمي من جانب آخر.
ويشهد المنتدى 50 ورشة عمل، تقدم مهارات عملية حول مستقبل العمل، فيما سيجمع برنامج جلسات بين قيادات كبرى في القطاع الخاص ومسؤولين في القطاع الحكومي والمواهب الصاعدة، إضافة إلى مشاركة 45 شريك معرفة بخبراتهم عبر مجموعة واسعة من المجالات.
كما يشهد تتويج الشركات الناشئة الفائزة في مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال، إذ سيُعلن عن أصحاب المراكز الخمسة الأولى بعد أن تأهل 107 شركات ناشئة للمرحلة النهائية، بعد تسجيل 100 ألف شركة ناشئة من 185 دولة في المسابقة خلال العام 2019م.
ويتضمن المنتدى بحوثا وتقارير تقديمية تُنشر بالشراكة مع منظمات عالمية رائدة، تعمل على استطلاعات ومناقشات حول كيفية تهيئة الشباب على نحو أفضل لمواجهة تحديات اقتصاد المستقبل، فضلاً عن بحث جميع العوامل التي تحْدث ثورة على نحو عميق في عالم العمل، مثل العولمة، والتغيُّر المجتمعي، والتكنولوجيا الحديثة، ومدى استعداد الشباب لعالم العمل الجديد في خضم هذه التغيرات.
يُذكر أن منتدى مسك العالمي (MGF) المنصة الدولية الرئيسة لمركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، انطلق في العام 2016م، ووسّع المنتدى رسالة «مسك الخيرية» إلى الشباب في جميع أنحاء العالم، ومن خلال الفعاليات الدولية والبحوث والمبادرات العالمية يجمع منتدى مسك العالمي القيادات الصاعدة والمخضرمة جنبا إلى جنب مع المبتكرين والمبدعين، من أجل الاستكشاف والتجربة والاختبار بعدة طرق لمواجهة تحدي التغيير.