«الهمة العالية لا يحكمها العمر بل هي روح قتالية تقودك إلى ما تحب مهما كان الثمن»، هذا ما جسدته المسنة فاطمة أحمد مقبول البالغة من العمر 80 عامًا، والتي أتمت حفظ القرآن الكريم وتوجت بلقب أكبر حافظات القرآن الكريم بجدة لهذا العام.
وتروي مقبولة قصتها في حفظ القرآن الكريم: تعلمت القراءة والكتابة وأصول الدين في البيت على يد والدي رحمه الله فهو شيخ وحافظ لكتاب الله، وعلى يديه بدأت حفظ القرآن الكريم وأنا ابنة العاشرة، ثم بعد ذلك تزوجت وانشغلت بالأسرة لكن قلبي كان معلَّقًا بالقرآن طيلت تلك السنوات.
وأتمت حديثها: قبل 8 أعوام وتحديدًا عندما بلغت 72 عامًا سمعت عن جمعية خيركم وحلقاتها المتميزة، فراودني حلمي القديم في إكمال المسيرة فانضممت للحلقات النسائية بجامع الملك عبدالعزيز وتحديداً في حلقة الأستاذة سعاد ودرست القاعدة النورانية وبدأت الحفظ، وفي منتصف الطريق لظروف معينة انتقلت لحلقات جامع بن لادن بحلقة الأستاذة زينب عبدالله فأكملت المسيرة إلى أن أتممت حفظ المصحف كاملًا ولله الحمد والمنة.
وعن طريقة حفظها لكتاب الله وما إذا كانت قد وجدت صعوبة في ذلك قالت: كنت أحفظ الآيات بتكرارها ثم أثبتها بسردها وقراءتها في صلاتي، ولله الحمد والشكر سبحانه فلم أجد صعوبة في كتابه العزيز؛ لأني تعودت على مدارسة القرآن الكريم مع والدي رحمه الله تلاوة، فأحببت أن احفظه عن ظهر قلب.
وكشفت مقبول أنها بعد حفظ القرآن وجدت سعادة وراحة وطمأنينة لا توصف، وإن مرت عليها ساعة بدون مجالسة القرآن تشعر بالشوق له فتسرع لاحتضانه والترنم بتلاوته، بل وأصبحت لا ترى سواه فهو خير ما في هذه الدنيا، وقد غرست هذا الحب في أبنائها كما غرس والدها حب القرآن في قلبها وتوج ذلك بحفظ ابنها لكتاب الله وإمامته أحد المساجد.
وتسعى الآن المسنة فاطمة مقبول لتعلم علم التفسير وفهم آيات القران الكريم كي يتحقق القرآن الكريم في قلبها قولاً وعملاً لتكون من الحافظات العاملات وتنال الخيرية لقوله عليه الصلاة والسلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، موجهة رسالة للجميع بأن سر السعادة هو القرب من كتاب الله وحفظه وعدم الانشغال عنه وسيكون الأثر بفتح أبواب الخير والرزق وتسخير عباد الله لمساعدة أهل الله وخاصته.
واختتمت حديثها بشكر المولى عز وجل الذي منّ عليها حفظ كتابه الكريم ثم لوالدها رحمه الله الذي أسس فيها حب الخير والتعلق بالقرآن الكريم، ثم لمعلماتها في حلقات مسجدي الملك عبدالعزيز وبن لادن، متمنية أن يكشف القدير سبحانه عن الأمة الغمة ويرفع الوباء ويعود نشاط الحلقات للمساجد من جديد.