باحث يكشف أسباب جرائم حرق مركبات السيدات ويقترح الحلول

تناول تأثير التنشئة والعوامل النفسية
باحث يكشف أسباب جرائم حرق مركبات السيدات ويقترح الحلول
تم النشر في

‏‎ كشف الباحث الأكاديمي المتخصص بالقضايا الاجتماعية خالد الدوس، الأسباب النفسية وراء تكرار حوادث حرق المركبات المملوكة لسيدات.

وقال الدوس لـ«عاجل»، إن حوادث حرق السيارات المتكررة، تُعتبر جريمة وعملًا جبانًا، يرتكبه من يعانون خللًا في التنشئة النفسية والدينية والاجتماعية والتربوية والسلوكية؛ كونهم فئة منحرفة تتمرد على القيم الدينية والضوابط الاجتماعية.

وتناول الباحث دوافع ارتكاب مثل هذه الجرائم، على أنها رد فعل انحرافي، واحتجاج  غير أخلاقي ضد قيادة المرأة السيارات في مجتمعنا المحافظ، مشيرًا إلى أن أصحاب مثل هذه العقليات لا يقبلون نقاشًا ولا محاورة، ولا يحترمون الرأي الآخر؛ كونهم يتمسكون بفكر الإقصاء والانغلاق والإلغائية، ويمارسون الغوغائية والكراهية في أبشع سلوك.

وتابع الدوس، أن مرتكبي مثل هذه الأفعال يعانون إفلاسًا أخلاقيًا، وخواء فكريًا وفراغًا نفسيًا، ولذلك من الصعب عليهم تقبُّل قرارات لتنمية المجتمع، أو استيعاب دور المرأة في بناء المجتمع المدني ونهضته  التنموية؛ فالمرأة هي نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر، منوهًا بوجود تأثير من الأصدقاء أو الأقران غير الأسوياء في هذا الشأن.

وأضاف الدوس، أن وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، أسهمت في ترويج ثقافة الجريمة وأساليبها وتنوعها، عبر سلوك مريض ومشوّه للقيم التربوية وملوّث لفكر بعض الشباب، الذين تتولَّد لديهم بعض السلوكيات المعادية للمجتمع وأفراده، منوهًا بدور العوامل الأسرية في ظهور مثل هذه الممارسات الجنائية والتصرفات الانحرافية، خاصة عندما تتم تنشئة الفرد في بيئة مليئة بمظاهر العنف والتفكك المنزلي، والنزاعات والمثالب العاطفية.

واستكمل الدوس: إن التنشئة على النحو المشار إليه، تُخرج شخصية انفصامية ذات نزعة عدوانية تميل للقسوة والعنف والوحشية، وتُصبح مناهضة لقيم المجتمع ومعاييره (..) وينبغي الحد من انتشار هذا السلوك المشين؛ بتفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة، والمؤسسات التعليمية والدينية، والثقافية والتربوية، في تنوير المجتمع من خلال خُطب الجمعة.

واستشهد الدوس بما كشفته إحدى الدراسات من تأثير خطبة الجمعة في إيصال المضمون، والتوجيه والإرشاد، والتوعية المجتمعية أكثر من تأثير الإذاعة والتلفاز، مشيرًا إلى أن للمؤسسات الإعلامية والتربوية والثقافية والمؤسسات الاجتماعية والأمنية المعنية، دورًا محوريًا في رفع سقف الوعي، وتنمية اتجاهاته الحضارية والسلوكية، والفكرية والقيمية داخل البناء المجتمعي والأسري.

وتطرَّق الدوس إلى أهمية مشاركة الصروح الأكاديمية والتعليمية في التوعية؛ بعقد المؤتمرات الفكرية التنويرية، وإعداد البحوث الاجتماعية والدراسات النفسية والتربوية، حول خطورة وآثار هذه القضية المجتمعية، مع ضرورة سن أنظمة حازمة وقرارات رادعة وضابطة ضد ارتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa