السعودية والصين.. علاقات ثقافية تعزز التعاون والتفاهم المشترك

علم السعودية والصين
علم السعودية والصين

تشهد العلاقات الثقافية بين السعودية والصين، تعاونًا وثيقًا يعود إلى بداية العلاقات التاريخية بين البلدين والتي ظهرت عبر التواصل التجاري بين العرب والصينيين قبل عدة قرون.

وكانت هذه التجارة الإقليمية بين البلدين تحمل طابعاً ثقافياً وحضارياً أثر في تاريخ الشعبين العربي والصيني وترك بصمات عميقة على حياة الناس وثقافتهم وذاكرتهم الاجتماعية.

وبدأت العلاقات الثقافية بين البلدين تتطور مع بدء تبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما عام 1990م، حيث أعطى دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين الرياض وبكين.

وتعتبر العلاقات بين السعودية والصين ذات أبعاد ثقافية وحضارية،  فقد بدأت بالفعل وزارة التعليم السعودية بفتح المجال أمام الطلبة الدارسين لتلقي دراساتهم الجامعية والعليا في الجامعات الصينية.

وسطر التبادل الثقافي  صفحة جديدة وبعداً آخر في العلاقات "السعودية الصينية"، خصوصاً بعد إعلان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود في العام 2019 عن "جائزة الأمير محمد بن سلمان" للتعاون الثقافي بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، ما يعكس هذا الإعلان حرص المملكة على تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية،

وتهدف هذه الجائزة إلى ترويج للغة والآداب والفنون العربية والإبداعية في الصين، وتشجيع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي ما بين الثقافتين السعودية والصينية، وتخدم الأهداف المشتركة لكل من رؤية المملكة 2030 ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية في مجال الثقافة.

كما تسعى الجائزة لتكريم المبدعين من كلا البلدين كما انها تحتوي على مجالات عديدة منها: أفضل بحث علمي باللغة العربية، وشخصية العام وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام، وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز في بكين مقراً للجائزة.

وبدأت فكرة إنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز في العاصمة بكين قبل سنوات عديدة ليتم افتتاحها في شهر مارس من عام 2017 ويعد ذلك أول فرع للمكتبة في آسيا تحتضنه جامعة بكين، وجُهزت المكتبة بستة طوابق وثلاثة ملايين كتاب ومخطوطة وأكثر من 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية لتناسب الزائرين والباحثين بهدف نشر الحضارة العربية والإسلامية، ومساعدة وتزويد الجامعات الصينية التي تتواجد بها أقسام لغة عربية والقيام بترجمة الكتب من اللغتين العربية والصينية.

 وقدمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي استغرق بنائها 22 شهرًا لجامعتي بكين وشنغهاي، أربع مكتبات متخصصة لتعليم العربية لغير الناطقين بها، وتواصلاً لدعم اللغة العربية صدرت الموافقة على مشاريع ومذكرات تفاهم بين المكتبة والجامعات الصينية، ثم توجت بافتتاح فرع للمكتبة بجامعة بكين من أجل تعميق الشراكة الثقافية والمقومات الإنسانية بين البلدين.

كما واصل التعاون الثنائي بين المملكة والصين في المجال الثقافي تطوره، إذ أقيم معرض روائع آثار المملكة في بكين، وكذلك أقيم معرض الآثار الثقافية الصينية في الرياض، كما افتُتح فرعٌ لمكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين.

وفي مراحل نضج عملية التبادل الثقافي بين المملكة والصين، نشأت اتفاقيات موقعه تشير إلى اقامة معارض ثريه ثقافيا، وأقيم معرض "كنوز الصين" في المتحف الوطني بالرياض عام 2016، وتضمن المعرض على أكثر من 200 قطعة نادرة، وفي نفس العام قام معرض " روائع آثار المملكة في المتحف الوطني" بأول جولاته الآسيوية، بعد أن شهد متحف اللوفر في باريس أول انطلاقات المتحف السعودي حول العالم، واستطاع المتحف الوطني في بكين الترويج عن حضارة وتاريخ المملكة والجزيرة العربية من خلال عرض 400 قطعة أثرية نادرة.

ولم يقتصر التعاون الثقافي بين البلدين فحسب، بل امتد أيضًا  إلى التعاون في مجال التعليم بين المملكة والصين ، ففي أوائل العام 2019، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بزيارة إلى الصين، وأعلن من خلالها البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية مقرراً دراسياً على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية، وبدأ تدريس اللغة الصينية في عدد من الجامعات والمدارس السعودية، كما يتم حالياً تدريس اللغة العربية في 44 جامعة صينية.

وسعى هذا القرار إلى بناء رابط ثقافي بين أبناء العربية واللغة الصينية التي يصل متحدثيها حوالي 1.2 مليار شخص حول العالم، كما تأتي اللغة الصينية في المركز الثاني من ناحية أكثر اللغات انتشاراً، ويعزز تواجد لغة "التنين الآسيوي" التنوع الثقافي لدى الطلاب ويبني علاقة معرفية بين البلدين تعكس أهمية التبادل الثقافي.

وما يجسد قوة العلاقات بين البلدين، الزيارة التي يقوم بها حاليًا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة؛ حيث من المقرر أن يعقد خلال الزيارة قمة "سعودية صينية"، يوم الجمعة القادم، لتبدأ صفحة جديدة من علاقات التعاون الثنائي بين الجانبين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa