تحتفل منطقة التعاون الإسلامي، الاثنين المقبل، بالذكرى الخمسين لتأسيسها، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في محافظة جدة.
وثمّن الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، هذه الرعاية الكريمة للاحتفالية التي تأتي تحت شعار «متحدون من أجل السلم والتنمية».
وقال العثيمين: إن المنظمة التي تأسست بمبادرة مخلصة من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية في 25 سبتمبر 1969م، تحتفل بخمسين عامًا على تأسيسها ـ اليوبيل الذهبي ـ، مشيرًا إلى أن المملكة ـ دولة مقر الأمانة العامة للمنظمة ـ تقود العمل الإسلامي، من خلال رئاسة الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية، وتواصل دعمها لمنظومة، باتت تضم 32 جهازًا متفرعًا ومتخصصًا ومنتميًا، وتمثل 57 دولة من أربع قارات لتصبح في نصف قرن منصة جامعة للصوت الإسلامي، وثاني أكبر منظمة حكومية على المستوى العالمي بعد الأمم المتحدة.
وأكد أن احتفالية الخمسين المزمع إقامتها في محافظة جدة، تعد حدثًا يحمل طابعًا رمزيًّا يحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الذي بارك المناسبة برعايته الكريمة ودعمه المتواصل للأمانة العامة، وعمل المنظمة في خدمة لقضايا العالم الإسلامي، وامتدادًا لدور المملكة في إنماء العمل الإسلامي المشترك، وتعزيز تضامن دولها خدمة للسلم والأمن والتنمية.
وجدد شكره وامتنانه الكبيرين للمملكة العربية السعودية، متمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على دعمهما المتواصل للمنظمة، وحرصهما على إنجاح عملها والدفع به إلى الأمام.
وأضاف الدكتور العثيمين: إن المنظمة أصبحت بفضل دعم قادة الدول الأعضاء منصّة مهمة هدفها التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي، لافتًا الانتباه إلى أن هذه الاحتفالية ستعكس للأمة الإسلامية بحكوماتها وشعوبها السقف المرتفع الذي ارتقت إليه المنظمة، وستترجم كذلك حرص الدول على دعم المنظمة في أداء عملها.
وأشار إلى أن المنظمة إذ تحتفل بذكرى مرور خمسين عامًا على إنشائها، فإنها تجدد العهد مع دولها وتؤكد للأمة الإسلامية أنها أكثر تطورًا وقدرة على مواكبة متطلبات العصر واحتياجات الوقت الراهن، وستؤكد قدراتها التي أثبتت فعالية على مدى العقود الماضية.
ونوه إلى أن احتفالية الخمسين ستتضمن تكريمًا لشخصيات مسلمة لها إسهام كبير في تحقيق أهداف المنظمة، مشيرا إلى أن هذه الفقرة تعكس الاتصال المباشر بين المنظمة وشعوبها ونُخَبِها.
وأبان أن الاحتفالية التي ستقام تحت شعار «متحدون من أجل السلم والتنمية»، ستمثل المناطق الجغرافية الثلاث للمنظمة؛ العربية والآسيوية والإفريقية لتعكس الاتساع والإمكانات الهائلة التي تحظى بها المنظمة التي بدأت عام 1969م بخمس وعشرين دولة واليوم تضاعف عددها، وزادت مساحة عملها، وتنوعت القضايا والمواضيع التي تعالجها، ونمت أجهزتها وأذرعها لتصل إلى اختصاصات عديدة، فضلًا عن أنها باتت تمثل مليارًا وستمائة مليون مسلم في جميع أنحاء العالم.
وأوضح أن المنظمة باتت رقمًا صعبًا على الصعيد الدولي ومحطة تقف عندها الدول الكبرى والمنظمات والهيئات الدولية للتنسيق والتشاور وتدارس مختلف القضايا على الساحة الدولية.
يذكر أن المملكة العربية السعودية ستستضيف مهرجان منظمة التعاون الإسلامي في نسخته الثالثة أيام 26 و 27 و 28 نوفمبر 2019م، في محافظة جدة، كحدث مصاحب لاحتفالات الخمسين عامًا على إنشاء المنظمة.
وبيَّن العثيمين أن المهرجان سيضم العديد من الفقرات أبرزها الندوة الكبرى التي تنظمها الأمانة العامة للمنظمة وتشمل نطاقًا واسعًا من قضايا العالم الإسلامي، بالإضافة إلى فقرات جماهيرية، ومعارض متنوعة، تحقق التواصل والتعارف بين شعوب العالم الإسلامي على أرض الحرمين.
ووجّه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدعوة لسكّان مدينة جدة من مواطنين ومقيمين ينتمون إلى جاليات إسلامية عديدة تقيم في المملكة العربية السعودية، وأبناء الدول غير الأعضاء إلى زيارة أروقة مهرجان المنظمة الذي سيقام في ثلاث مناطق مختلفة في كورنيش جدة، وجدة القديمة ـ البلد ـ بالإضافة إلى قاعة ليلتي؛ ليتعرفوا على المنظمة وأنشطتها واختصاصاتها، مشددًا على أن احتفال المنظمة إنما هو احتفال مدينة جدة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن المهرجان سيشكل إطلالة تعارف بين شعوب العالم الإسلامي وللتعريف بعادات الشعوب وتقاليدها، وسماحة الدين الإسلامي الحنيف وانفتاحه وتنوع ثقافاته.