تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم، إلى العاصمة سيئول بجمهورية كوريا، في زيارة رسمية، لتعكس حرص قيادة المملكة على دعم العلاقات مع الدول الآسيوية.
وتستهدف زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية، تعزيز أواصر التعاون في شتى المجالات بين الرياض وسيؤول.
ومن ضمن أوجه العلاقات الاقتصادية القوية بين المملكة وكوريا الجنوبية، مساهمة الصندوق الصناعي في دعم وتمويل المشاريع المشتركة مع كوريا، والتي استفاد منها أكثر من 12 مشروع مشترك تزيد قيمة تمويلها عن مليارين و826 مليون دولار، كما توجد استثمارات كورية صناعية في مدن الهيئة السعودية للمدن الصناعية يبلغ عددها 3 مصانع كورية تعمل في مجالات التصنيع المطاط، البلاستيك، أنابيب الصلب وغيرها.
أيضًا حصلت شركة سامسونغ للهندسة ومجموعة هيونداي الكوريتين على عقد لتنفيذ بعض أعمال مشروع حقل الجافورة للغاز في المملكة، بقيمة تفوق 11 مليار دولار، كما دخلت شركة هيونداي للصناعات الثقيلة شريكاً في مشروع إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، والذي يعد أكبر مشروع من نوعه في المملكة والمنطقة من حيث القدرة الإنتاجية.
وسجلت الهيئة السعودية للملكية الفكرية (في العام 2021) 447 نموذجًا صناعيًّا، و2881 علامة تجارية، و543 براءة اختراع، ضمن الإيداعات الفكرية للشركات الكورية، وتشير بيانات الهيئة إلى تصدر شركة إل جي إلكترونيكس إنك في عدد العلامات التجارية المسجلة بمجموع 332 علامة تجارية، في حين تتصدر شركة سامسونج إلكترونيكس كو ليمتد بعدد النماذج الصناعية المسجلة البالغة 145 نموذجًا، فيما تتفوق شركة دايوونج فارماسوتيكال كو ليمتد في عدد براءات الاختراع المسجلة لديها بعدد 16 براءة.
أيضًا لدى المملكة وجمهورية كوريا خطط متوائمة لمكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري، إذ أعلنت سيئول عن خطتها لتحقيق الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر في غضون العام 2050، ويتوافق ذلك مع مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وإعلان المملكة عزمها تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
وفي يناير من العام الحالي 2022، وعلى هامش "منتدى الاستثمار السعودي الكوري" الذي احتضنته العاصمة الرياض، بمناسبة زيارة رئيس جمهورية كوريا السابق مون جاي إن إلى المملكة، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة "بوسكو"، وشركة "سامسونغ سي تي"، عن توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية، تهدف لتطوير مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر لأغراض التصدير.
وفيما يتعلق بالجوانب الفنية والموسيقية، كان للعروض الموسيقية التي قدمتها فرقتي (سوبر جونيور) و(بي تي أس) الكوريتين، إضافة إلى عرض الأفلام والمسلسلات الكورية في القنوات العربية الأثر الواضح في تزايد اهتمام السعوديين بالثقافة الكورية، الأمر الذي يحفز البلدين على التوسع في مجالات التعاون لتشمل مجالي الثقافة والترفيه.
وفيما يتعلق بالابتعاث في كوريا الجنوبية، فيبلغ إجمالي عدد الطلاب السعوديين الدارسين حالياً في كوريا الجنوبية نحو 175 طالبًا، 68% منهم ذكور فيما تبلغ نسبة الإناث 32%، يدرس غالبيتهم في مرحلة الزمالة والتخصص الطبي الدقيق، بالإضافة إلى دارسين في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
أيضًا يشكل الموظفون المبتعثون (54.9%) النسبة الأكبر للدارسين في جمهورية كوريا، يليهم طلبة برنامج الابتعاث (29.1%)، ثم الدارسين على حسابهم الخاص (14.3)%.