قمة جدة.. الدبلوماسية السعودية تفرض صياغة جديدة للعمل العربي المشترك

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد

انعقدت قمة جدة، اليوم الجمعة، اتساقا مع دعائم القوة المتصاعدة التي تفرضها الدبلوماسية السعودية في إطار جهود المملكة الفاعلة لتحييد الأخطار التي تحيط بالأمن القومي العربي في ظروف تاريخية دقيقة تفرضها تحديات إقليمية ودولية شديدة الأثر على المنطقة والأشقاء كافة.

وانعقدت القمة بحضور الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتزامن مع عودة دمشق إلى المحيط العربي بعد 12 عاما من الحروب الداخلية التي أثرت على الدور السوري وفاعليته وطالت تداعياتها الأمن الإقليمي برمته، بينما تتمسك سوريا باستقلال قرارها وسيادة أراضيها فيما يفرض ملف اللاجئين تحديا صعبا أمام الحكومة السورية على المستويين السياسي والإنساني؛ حيث تتعلق آمال الشعب السوري بالوصول إلى مقاربة سورية يضمن بها اللاجئون عودة آمنة إلى بلادهم وتتوفر لدولتهم قدرة على تهيئة حياة ملائمة اقتصاديا ومعيشيا لمطالبهم.

أيضا تتزامن القمة مع توترات متصاعدة يشهدها السودان بعد الاضطرابات الناتجة عن المواجهات بين الجيش السوداني وبين قوات الدعم السريع، فيما واصلت المملكة جهودا دبلوماسية حثيثة لاحتواء الموقف والعمل على وصول طرفي النزاع السوداني إلى كلمة سواء من خلال مباحثات دبلوماسية تلت جهودا إنسانية كبيرة بذلتها الرياض لإجلاء رعايا الدول الصديقة والشقيقة من جمهورية السودان ومد يد العون لهم، وهاهي المملكة ترسخ تلك الجهود بطرح الأزمة للنقاش على نطاق عربي بحضور الزعماء والقادة.

ويأتي انعقاد قمة جدة أيضا مع توترات متواصلة تشهدها القضية الفلسطينية، حيث استمرار تصعيد الجانب الإسرائيلي والقصف الذي تواصل مؤخرا على قطاع غزة وسط اتصالات إقليمية لاحتواء الأزمة، فضلا عن ذلك تضع المملكة القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها مع استمرار الدفاع عن الحق الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية مع التأكيد أيضا على مكانة المقدسات الإسلامية في القدس الشريف وعدم جواز المساس بها.

وتنعقد قمة جدة أيضا مع طبيعة مغايرة للعلاقات العربية بالمحيط الإقليمي والدولي، خصوصا بعد التداعيات الجديدة التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية، وإعادة التوازن للعلاقات التركية العربية، فضلا عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، بالإضافة إلى حاجة العرب إلى مقاربة سياسية ترتكز إلى موقف موحد بناء على معطيات الهوية والتاريخ والتعاون والمصالح المشتركة، وفق آلية عربية خالصة تقوم على تحييد الأخطار المتلاحقة وتصفير المشكلات ووضع الأسس التي تضمن عدم تفاقمها مستقبلا .

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa