أنقذ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، مريضًا سبعينيًا من بتر الساق نتيجة جرح "قدم سكري" لم يعالج، وصل إلى مرحلة تموت الأنسجة (الغرغرينا)، مع التهابات وضُعف شديد في التروية الدموية.
وقال الدكتور عبدالعزيز الغراس، استشاري الأشعة التداخلية والقسطرة الحاصل على البورد الكندي وزمالة كليفلاند كلينك الأمريكية رئيس الفريق الطبي المعالج، إنه فور وصول المريض للمستشفى تم إخضاعه لحزمه من التحاليل المخبرية وفحوصات بالأشعة الصوتية (Ultrasound) والتصوير المقطعي (CT Scan)، فضلاً عن إجراء فحص دقيق بقسطرة الأشعة التداخلية.
وأوضح أن النتائج أظهرت وجود انسدادات بنسبة 100% بطول 20 سم في الشريان الأمامي والرئيسي المغذي للجرح المصاب، وهو المسبب الأساسي في ضُعف التروية الدموية وتدهور الإلتهابات وانتشار الغرغرينا في منطقة القدم. مشيراً إلى أن الفريق الطبي المعالج بعد دراسته للتاريخ المرضي وكافة نتائج الفحوصات، قرر التدخل العلاجي العاجل عن طريق تقنيات الأشعة التداخلية.
وذكر أن الإجراء استغرق أقل من ساعتين، تم فيه فتح الشريان المسدود عبر استخدام قساطر وأسلاك طبية مختصة وأدوات طبية دقيقة دون الإستعانة بدعامات دائمة، بعد ذلك تم العناية الخاصة بالجرح من قبل فريق طبي مدرب ومختص في العناية بالقدم السكرية.
وقال الدكتور الغراس، إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح، حيث بدأت التروية الدموية تعود لطبيعتها في نفس الوقت وتحسن الجرح تدريجياً بالقدم، وتبين ذلك من الفحوصات الطبية المستمرة دون أية مضاعفات جانبية.
وأكد أن المريض خرج من المستشفى بعد12 ساعة فقط من الإجراء، مع إلزامه بالمراجعة والمتابعة الدورية بالعيادة للإطمئنان على حالته.
ونصح الدكتور الغراس جميع مرضى السكري، بالحرص الشديد في التعامل مع الجروح والعناية المنتظمة بالقدمين، وذلك لوقايتهم من التقرحات التي يصعب معالجتها، وكذلك لتفادي المضاعفات الخطيرة والتي قد تصل إلى البتر.
وشدد على أن التقنيات الحديثة للأشعة التداخلية ساهمت مؤخراً في علاج العديد من الحالات المرضية، مثل البروستاتا الحميد والأورام الليفية ودوالي الخصية، وذلك عبر فتحة صغيرة جداً لدخول القسطرة والوصول إلى المنطقة المراد علاجها.
وتتميز تلك التقنيات بعملها بتخدير موضعي وعدم اللجوء للشق الجراحي، مع الندرة في النزيف والمضاعفات والتي قد يحتاج معها المريض البقاء في المستشفى لفترات طويلة او اللجوء للطرق الجراحية الأخرى.