أكد أكاديميون ومتخصصون أن المملكة تعيش اليوم نهضة في كافة المجالات، كما أن المواطن السعودي بدأ يجني ثمار «رؤية 2030»، مشددين على أن المملكة أصبحت تضاهي الدول المتقدمة في عديد من الملفات التنموية؛ حتى أصبحت مضرب الأمثال بين دول العالم المتقدم.
وركز الخبراء، الذين التقتهم «عاجل» على التصريحات الأخيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي كانت حافلة بالإنجازات والأرقام والشواهد الملموسة على أرض الواقع.
فمن ناحيته، قال الدكتور شارع البقمي، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، إن سمو ولي العهد الأمير، أبرز إنجازات بلادنا المباركة خلال الفترة الماضية، وتحديدًا على مدار السنوات الأربع الماضية"، مشيرًا إلى أن تصريحات سموه اشتملت على الأرقام والمنجزات والتفاؤل نحو المستقبل، إضافة إلى الأهداف والمؤشرات التي تحققت في مجال الناتج المحلي، وتمكين المواطن للمسكن، والقطاع الرقمي والبطالة والاستثمارات وغيرها.
ثورة على التشريعات والأنظمة
وأضاف البقمي: لقد عكست الأرقام والمنجزات التي ركز عليها سموه ما يمكن تسميته بالثورة على مستوى التشريعات والأنظمة، وتحديث هياكل قطاعات الدولة، مؤكدًا أن تصريحات ولي العهد "تحمل الكثير من الدلالات المهمة، خاصة أنها جاءت قبل استضافة المملكة لحدث عالمي تترقبه كل دول العالم، وهو قمة دول مجموعة العشرين؛ ليبرهن للعالم والشعب السعودي، أن المملكة ماضية وتسير في الاتجاه الصحيح فيما يخص تحقيق رؤيتها وأهدافها التي رسمها سموه ودعمها خادم الحرمين الشريفين.
وتابع البقمي: لعل ما طرحه ولي العهد من إنجازات في حديثه اتسم بالشفافية، وهي اللغة التي يفضلها سموه في أحاديثه، وهو ما دفع أبرز وسائل الإعلام تتناقل تصريحاته، وجعلت منها محط أنظار كل المتابعين والمهتمين.
وقال البقمي: إكمالًا لمستوى الشفافية المعهودة والمشاركة الإعلامية، كشف سموه عن توجيه وزير الإعلام والوزراء المعنيين بعقد مؤتمر صحفي دوري لمناقشة مستجدات أعمال الحكومة وتفعيل قنوات التواصل مع جميع الفئات كافة.
تأسيس لنهج جديد
واعتبر البقمي، هذا التوجيه الكريم بمثابة تأسيس لنهج جديد بشأن التواصل الحكومي الفعّال والإجابة على كل الاستفسارات والملفات المتعلقة بمصالح المواطنين والمقيمين، كما يُنتظر من هذه الخطوة جذب الاستثمارات ومواصلة عملية التنمية والمشاركة المجتمعية الفاعلة.
وأشاد البقمي بتوقيت حديث ولي العهد، حيث يشهد العالم تداعيات جائحة "كورونا المستجد"، وأثرها على جميع القطاعات، مشددًا على أن هذا الحديث جاء لطمأنة الجميع على مستقبل الوطن ومساره الصحيح بحكمة قيادته ووفاء شعبه.
وضوح وشفافية
بدوره أكد أستاذ اللغويات بجامعة الحدود الشمالية الدكتور رويشد الرويلي، أن حديث ولي العهد اتسم بالوضوح والشفافية، خاصة أن جاء مدعومًا بالأرقام"، لافتًا إلى أن التصريحات تركزت حول رؤية 2030 وما تحقق من أهداف وقفزات اقتصادية وتنموية بسبب وحدة الهدف (unity of purpose)، وكذلك تضافر الجهود رغم كل الصعاب.
ونوه الرويلي بأن لغة الأرقام في حديث ولي العهد، كانت واضحة المعالم خاصة ما يتعلق بالإيرادات غير نفطية كمؤشر رئيسي على قطف ثمار رؤية 2030، وتسريع هيكلة الإصلاحات الاقتصادية، وزيادة معدلات النمو، وتوفير المزيد من فرص العمل للسعوديين، وخفض نسبة البطالة.
محارب الفساد والإرهاب
ولفت الرويلي، إلى ما تحقق على الصعيد الاجتماعي ، حيث كانت محاربة الفساد والقضاء على الإرهاب والتطرف سمة الحديث، وشاهدة على حجم التحديات التي كانت تواجه المملكة في الماضي القريب"، موضحًا أن "كل ذلك يبعث في النفس الطمأنينة والتفاؤل بمستقبل زاهر ومجتمع طموح، ليظل دائمًا طموح السعودية عنان السماء.
إنجازات ونجاحات تعكس شخصية القيادة
في ذات الإطار، أوضح الدكتور تركي الظفيري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، أن تصريحات جاءت لتؤكد على الإنجاز والنجاح الذي تتمتع به شخصيته في جميع المجالات، فرغم قصر المدة تفوقت المملكة في عدد من الملفات المهمة كالإسكان والبطالة والقطاع الرقمي والقضاء على الفساد ومكافحة التطرف، وتمكين المرأة وغيرها.
فخر وثقة في الحكومة
وأكد الظفيري، أن هذه الإنجازات الضخمة تشعر المواطن السعودي بالفخر والثقة بحكومته"، قائلًا: العالم اليوم مكبّل بأزمة كورونا، وتضررت دول عديدة وانهارت أنظمة صحية في دول متقدمة إلا أن بلادنا صنّفت كأحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا ضمن مجموعة العشرين، وهذا الإنجاز ثمرة لقيادة حكيمة وضعت صحة المواطن وراحته واستقراره في مقدمة أولوياتها.
وأضاف الظفيري : حققت المملكة في ملف تمكين المرأة المرتبة 36 من أصل 189 دولة، وصُنفت بالدولة الأكثر تقدمًا وإصلاحًا بين 190 دولة في هذا الملف، فالمرأة اليوم تمثل 50% من أعضاء هيئة حقوق الإنسان، وتشغل 20% من مقاعد مجلس الشورى، وكان لولي العهد المساهمة الكبرى في هذا الملف؛ إيمانًا منه بالمرأة السعودية وإمكانياتها.
وتحدث الظفيري، عما تحقق من إنجازات في القطاع الرقمي، قائلًا: لقد حققت المملكة المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول العشرين في الثلاث سنوات الماضية، وقفزت 40 مركزًا في مؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات.
روح متألقة وطموحة
ولفت إلى أنه في افتتاح قمة الذكاء الاصطناعي قال ولي العهد: أدعو جميع الحالمين للانضمام للمملكة لبناء اقتصاد المعرفة، وأعلن عن إطلاق استراتيجية تهدف لأن تكون بلادنا نموذجًا للذكاء الاصطناعي في العالم.
وأكد الظفيري، أن هذه الروح المتألقة والطموحة عند سمو ولي العهد انعكست على اهتمامات الشباب السعودي فأخذوا يتنافسون في ميادين التقنية في كل أنحاء العالم المتقدم.
وتطرق الظفيري لما تم تحقيقه في ملفات الفساد والتطرف، قائلًا: رأينا في السنوات القليلة الماضية انحسار الفساد والتطرف، وذلك بفضل رؤية واثقة وإجراءات جريئة حاصرت المفسدين والمتطرفين، فمنذ منتصف 2017 انخفض عدد العمليات الإرهابية في السعودية حتى اليوم إلى ما يقارب الـصفر، وفي الحملة على الفساد بلغ مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الثلاث سنوات الماضية.
رغبة جادة وحازمة
وقال الظفيري: هذه الإنجازات غير العادية في سنوات قصيرة لا يمكن أن تتمتع إلا برغبة جادة وحازمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي عهده الأمين.
واختتم الظفيري حديثه بالقول :نعيش هذه السنوات ونحن كلنا ثقة بقيادتنا الرشيدة، وأمل في خطواتها وإنجازاتها في كل الميادين، فالقيادة اليوم جعلت من المواطن السعودي والمواطنة السعودية شركاء فاعلين في تحقيق رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضًا: