نظّم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، «ملتقى إثراء السنوي» بنسخته الثانية، يوم الأحد 11 جمادى الآخرة 1442 هـ الموافق «24 يناير 2021م»، في مقر المركز بالظهران، وسط حضور نخبة من المثقفين والأدباء وصنّاع الفكر.
وشهد الملتقى إعلان المركز عن أبرز البرامج والفعاليات المقرر تنظيمها خلال العام الجاري 2021م، ضمن روزنامة مليئة بالأنشطة الثقافية المتنوعة التي تناسب الفئات العمرية كافة وتتناول مجالات الفن، الإبداع، الثقافة، المعرفة والمجتمع، وتهدف إلى توفير بيئة محفّزة على إنتاج وتبادل المعرفة، إضافةً إلى تطوير المواهب وتوفير تجارب واسعة للزّائر من خلال العروض المحلية والعالمية.
وصرّح مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، حسين حنبظاظة، «سببّت جائحة كورونا نقلة نوعية في كيفية تعاملنا مع الصناعات الإبداعية والثقافية؛ حيث أثبت المجتمع قدرته على التكيّف مع الجائحة وسُبل العيش الجديدة»، مضيفًا: «حرصنا في إثراء على تقديم حلول مبتكرة تمكننا من مواصلة التفاعل مع جمهورنا، وبالرغم من أن الجائحة أوشكت على الزوال، إلا أننا سنبقى ملتزمين بتقديم برامج متنوعة ومحتوى ثري يعزّز وتيرة النمو المتسارع، والتحولات الضخمة التي يعيشها المشهد الثقافي والفني في المملكة».
كما أشار حنبظاظة على قدرة القطاعات الإبداعية على تعزيز التواصل مع الآخرين ضمن إطار إنساني لم نعهده من قبل؛ حيث اعتمدت الأمم المتحدة مسمّى «الاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة» لعام 2021م، وذلك تأكيدًا على الدور الذي يلعبه الاقتصاد الإبداعي في حياتنا العامة. كما أوضح، «أن الجائحة أثبتت أن الصناعات الإبداعية بتنوع أشكالها كانت المتنفس للمجتمع أثناء الجائحة».
ويؤكّد حنبظاظة، أن جائحة كورونا أظهرت الإمكانات للصناعات الإبداعية؛ حيث مكنتنا هذه الأنشطة من التواصل مع الآخرين ضمن إنسانيتنا المشتركة، كما أن هنالك العديد من الفرص الجديدة في الصناعات الثقافية والإبداعية، إضافةً إلى أنّ القطاع الإبداعي من القطاعات الأكثر نموًا في الاقتصاد العالمي، والذي سيسهم بدوره في تحسين الوضع الاقتصادي حول العالم».
من جانبه أوضح مدير قسم البرامج في مركز «إثراء»، عبد الله الراشد، «لقد تعلّمنا من عام 2020م، أننا بحاجة إلى التركيز على الوسائل الرقمية في برامجنا وأنشطتنا؛ حيث حرصنا أن تكون غالبية برامجنا وفعالياتنا لعام 2021م باستخدام التقنيات الحديثة، والحرص على توظيف التقنية ضمن أساليب جديدة وإبداعية».
وأشار، «من أبرز البرامج لعام 2021م، هو برنامج المسرح المدرسي، الذي يدعم تطوير قطاع المسرح والفنون، إلى جانب إطلاق أكاديمية إثراء بالتعاون مع هيئات عالمية؛ لتقديم برامج تدريبية مدرسية تعزّز دور الصناعات الإبداعية والثقافية، كما يستعد متحف إثراء لاستضافة معرض "شطر المسجد"، الذي يركّز على المعنى التاريخي للمساجد وثقافتها وتطورها ووظائفها، ومعرض بصر وبصيرة الذي يحتفي بالحيل البصرية من خلال مجموعة ملونة من أعمال الخداع البصري، إضافةً إلى موسم الإبداع "تنوين" واحتفالات العيد واليوم الوطني السعودي».
من جهة أخرى، كشف تقرير إثراء السنوي الصادر مؤخرًا، عن حضور أكثر من مليون زائر افتراضي لمبادرة «إثراء التواصل»، والتي شارك فيها أكثر من 19 ألف مشارك، بينما حضر برنامج الأيام الثقافية أكثر من 45 ألف زائر، وحاز فيديو إثراء المباشر مع نيل ديغراس تايسون على 17 ألف مشاهدة على اليوتيوب. وفي عام 2020م، قدّم المركز برامج تدريبية لأكثر من 20 ألف متدرب، في حين تجاوزت الطلبات المقدّمة لبرنامج القراءة الوطني «اقرأ» أكثر من 50 ألف مشارك، كما نظّم المركز برامج تدربيية ضمّت 1500 متطوع ومتطوعة قدّموا أكثر من 50 ألف ساعة تطوعية.
الجدير بالذكر أن روزنامة برامج إثراء لعام 2021م، والتي عرضت ضمن «ملتقى إثراء السنوي»، تهدف إلى إبراز دور المركز كوجهة ثقافية وإبداعية رائدة في المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال حزمة البرامج والأنشطة التي تعزّز المشهد الثقافي في المملكة.