تحمل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة في إطار أولى جولاته في الشرق الأوسط العديد من الدلائل المهمة.
تتلخص الدلائل المرتبطة بزيارة بايدن إلى المملكة في الثقل الإقليمي والدولي الذي تتمتع به الرياض؛ ففي منطقة مليئة بالتوترات تباشر المملكة الدعوة إلى الحوار السياسي بوصفه سبيلًا أشد قوة في معالجة الأزمات كافة، على أن يكون اللجوء إلى القوة وفق قرارات الشرعية الدولية وتحت مظلة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
ومن المقرر أن تعقد خلال زيارة الرئيس بايدن إلى المملكة قمة سعودية أمريكية وقمة خليجية أمريكية، وذلك بمشاركة العراق ومصر والأردن، تلك المشاركة التي تترجم الأهمية البالغة لتوجه المملكة في توحيد المواقف العربية حيال جميع القضايا المطروحة.
تعلي المملكة مبدأ الوضوح والشفافية التامة في إدارة علاقتها بالولايات المتحدة، فالثوابت السعودية لا تقبل الاقتراب منها، في سياق إدراك المملكة لطبيعة المنطقة وما يشغل شعوبها من قلق بالغ حيال الوضع الإقليمي، تزامنًا مع مساعي إيران للتسلح النووي.
يدرك الجانبان في التعامل مع الملفات المشار إليها أهمية المصالح المشتركة لهما في المنطقة فالمملكة معروفة بدورها المؤثر على المستوى الإقليمي وسعيها لتأكيد استقرارها بالحفاظ على استقرار دول الجوار وحماية مصادر الطاقة، بينما تريد واشنطن دعم حالة التوازن في المنطقة ووضع آليات تضمن استمرار إمدادات الطاقة دون ما تأثر.
تتقارب الرؤى السعودية الأمريكية أيضًا، حيال الأزمة اليمنية واستراتيجية المملكة في استقرار ذلك البلد الشقيق وصولًا إلى مرحلة يكون الشعب اليمني وحده صاحب قراره دون ما سطوة للميليشيات الإرهابية المدعومة من طهران.