أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن الاعتدال الخريفي في الوطن العربي يحدث غدًا الثلاثاء (22 سبتمبر) عند الساعة (04:30) مساءً بتوقيت السعودية.
وقال رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبوزاهرة، عبر صفحة الجمعية على فيسبوك، أن غدًا الثلاثاء هو أول أيام فصل الخريف فلكيًّا في كامل النصف الشمالي للكرة الأرضية؛ حيث ستكون الشمس واقعة مباشرة على خط استواء الأرض قادمة ظاهريًّا من شمال السماء متجهه نحو الجنوب.
وأضاف أن السبب في حدوث الاعتدال يرجع إلى ميلان محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار (23.5) درجة ودورانها المتواصل حول الشمس، فعندما يكون محور دوران الأرض في وضعية لا مائل بعيدًا عن الشمس ولا مائل باتجاهها يحدث الاعتدال.
وأشار رئيس فلكية جدة إلى أن الشمس تشرق في يوم الاعتدال من نقطة الشرق الأصلية، وتغرب في نقطة الغرب الأصلية في كل أنحاء العالم، ويكون طول الليل والنهار «تقريبًا» متساويًّا، بطول 12 ساعة، وهذا صحيح بصفة عامة، لكن على وجه التحديد يكون النهار أطول بثماني دقائق إضافية من الليل في يوم الاعتدال في خطوط العرض المتوسطة، وذلك يرجع إلى عدة أسباب، كالتالي.
أولًا: الشمس قرص دائري وليست نقطة مثل النجوم، ومعظم التقاويم تحدد شروق الشمس بالتلامس الأول لأعلى قرص الشمس مع الأفق الشرقي، ويحدد غروب الشمس بالتلامس الأخير لقرص الشمس مع الأفق الغربي، وهذا في حد ذاته يعطي دقيقتين إلى ثلاث دقائق من ضوء النهار في خطوط العرض المتوسطة.
ثانيًّا: ظاهرة الانكسار الجوي؛ حيث يعمل الغلاف الجوي للأرض مثل العدسة أو المنشور؛ حيث يرفع الشمس بمقدار نصف درجة عن موقعها الهندسي الحقيقي كلما اقتربت من الأفق، إضافة إلى أن القطر الزاوي للشمس هو حوالي نصف درجة، ولذلك فإن الانكسار الجوي يؤدي إلى تقدم شروق الشمس ويؤخر غروبها، ويضيف ما يقرب من ست دقائق أخرى من النهار عند خطوط العرض المتوسطة.
وبيّن رئيس فلكية جدة، أنه بحلول شهر أكتوبر سيتغير ذلك بشكل دراماتيكي؛ حيث ستشرق الشمس من الأفق الجنوبي الشرقي، وتغرب في الأفق الجنوبي الغربي؛ ما يعني ساعات نهار أقصر وساعات ليل أطول في النصف الشمالي للكرة الارضية.
وأوضح أن اليوم الأول من الخريف فلكيًّا، يمكن أن يختلف من 21 إلى 24 سبتمبر ولا يبدأ في نفس اليوم خلال السنوات، فمن المعروف بأن محور الأرض يبقى ثابتًا نسبيًّا بالنسبة للنجوم أثناء دورانها حول الشمس، لكن يتغير اتجاهه بالنسبة إلى الشمس على مدار العام، لذلك يفترض أن الاعتدال الخريفي يجب أن يبدأ في نفس اليوم من كل عام.
وأشار إلى أن السنة الشمسية ليست عددًا دقيقًا من الأيام، فعادة ما نعتبر 365 يومًا عامًا، لكن العام الشمسي يبلغ (365.2421897) يوم، لذا فإن سنة التقويم أقصر قليلًا من السنة الشمسية، والسنوات الكبيسة أطول قليلًا.
ونوه رئيس فلكية جدة بأنه نظرًا لأننا لا نستطيع مواءمة السنة الشمسية مع عدد صحيح من الأيام، فسيكون هناك دائمًا بعض الانجراف بين أيام التقويم وأيام الاعتدالين والانقلابين، لكن حتى لو كانت السنة الشمسية تبلغ 365 يومًا بالضبط، فعلى مدار القرون فإن التغير في مواسم الفصول سيظل ينحرف بالنسبة لسنة التقويم؛ لأن محور دوران الأرض (يترنح)؛ بسبب تفاعلات الجاذبية مع الشمس والقمر؛ ما يتسبب في تمايل كوكبنا قليلًا، وعلى مدى فترة طويلة جدًا (الزمن الجيولوجي)، يمكن أن تتغير الفصول بشكل ملحوظ.
وذكر أن فصل الخريف لهذا العام، سوف يستمر 89 يومًا و20 ساعة و33 دقيقة، حتى موعد الانقلاب الشتوي في 21 ديسمبر المقبل.
اقرأ أيضًا:
