ضربت السيدة «خيرية حسين صابر» البالغة من العمر 72 عامًا، مثلًا في الهمة والعزيمة، بحيازتها لقب أكبر حافظات القرآن الكريم في جدة للعام الحالي 1440 هـ بعد أن أتمت حفظ القرآن خلال أعوام قليلة.
وحول سر حفظها للقرآن الكريم قالت «خيرية»: «أذكر أنني منذ المراحل الدراسية الأولى كنت أحب حفظ الآيات التي تضمنتها الكتب الدراسية، ثم كان للرفقة الصالحة دور في مساعدتي على الحفظ، خاصة عندما كنت خارج المملكة؛ حيث قيض لي الرحمن أختًا تحفظ كتاب الله، وعرضت عليّ أن تُسمع لي ما أحفظه فأتممت معها حفظ كتاب الله دون تثبيت».
وتابعت «خيرية» قائلة: «عند عودتي للوطن التحقت بدار الهدى لتحفيظ القرآن بجدة، وتحديدًا في حلقة معلمتي ابتسام العامودي، وكانت تجربة صعبة خاصة أن معظم الطالبات فتيات صغيرات وحافظات متقنات فكنت أشعر بحرج شديد عندما أخطئ أثناء التسميع، ولكن بفضل الله عليَّ استمررت معهم لمدة عامين، وكنت أصبر نفسي على الاستمرار بتمثل قول القائل: (من بدأ بالمكارم فليتمها)، إلى أن منً الله علي واختبرت بالقسم النسائي في جمعية (خيركم) لتحفيظ القرآن بجدة، ونلت شهادة اجتياز حفظ كامل القرآن الكريم».
وأوضحت «خيرية» أن للقرآن الكريم أثر عظيم على حياة الحافظات، مؤكدة أنها لامست بشكل شخصي أمورًا كثيرة لا تكاد تحصيها من أهمها حصول البركة في الوقت، ومحاولة التخلق والتحلي بأخلاق القرآن والتأسي بالنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، الذي وصفه الله بقوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم»، كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها: «كان خلقه القرآن».
وأضافت أكبر حافظة للقرآن، أنها بعد الحفظ التحقت بمعهد شرعي لدراسة تفسير القرآن الكريم وعلومه، لينعكس ذلك على مراجعتها لكتاب الله، فتكون مراجعة تأمل وتدبر وتفكر واستنباط، مشيرة إلى أنها تتمنى أن يجعلها الله من أهل الخيرية الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وقدّمت «خيرية» شكرها لوالديها اللذين ربياها على سلامة العقيدة ووضوح المنهج والوسطية، ولكل من كانت لهن جهود في تشجيعها ومساعدتها على الحفظ والمراجعة والتثبيت، ووجهت النصح لصغار السن والشباب من كلا الجنسين بأن يغتنموا الفرصة بحفظ ومراجعة كتاب الله وقراءة التفسير والسيرة فهما يكملان بعضهم البعض، فالحفظ في الصغر أيسر بكثير من الحفظ بعد أن يتقدم المرء في العمر.