بعد كارثة الطائرة الإثيوبية.. 17 دولة تُعلق رحلات «737 ماكس».. و«أديل» تراقب الوضع

حديث عن خلل في التصميم يثير المخاوف
بعد كارثة الطائرة الإثيوبية.. 17 دولة تُعلق رحلات «737 ماكس».. و«أديل» تراقب الوضع
تم النشر في

تزايدت مساحة القلق لدى الرأي العام عقب كارثة الطائرة الإثيوبية التي تحطمت، الأحد الماضي، ونتج عنها مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 157، بعد  تلميح بعض الخبراء بأن خللًا في التصميم الجديد للطائرة «بوينج 737 ماكس» كان وراء الحادث.

وردًا على المخاوف المتزايدة، قالت شركة «طيران أديل»، التي وقعت مع «بوينج» صفقة لشراء 30 طائرة من نفس الطراز (737 ماكس)، إنها «تراقب الوضع عن كثب»، مضيفة: «نحن على اتصال دائم مع الشركة الأمريكية...»، رغم سلسلة الخطوات السريعة التي اتخذتها السلطات المعنية بسلامة الطيران المدني في «أستراليا، سنغافورة، إثيوبيا، والصين».

وقالت شركة أديل، على هامش المعرض السعودي الدولي للطيران بالرياض)، إنه «فيما يتعلق بصفقة طائرات 737 ماكس، فإن الشركة تراقب الوضع عن كثب وعلى اتصال دائم مع شركة بوينج، ولا توجد أي استنتاجات يمكن استخلاصها في الوقت الحالي...»، وبينت أنه «تم اختيار طائرات بوينج ٧٣٧ ماكس بعد تحليلات واختبارات، خاصة عبر لجان متخصصة، مع الاستعانة بخبراء في مجال الطيران».

مبررات

لكن ما أوردته الشركة من مبررات لم يبدد حالة القلق الناتجة عن تصريحها الفضفاض (نراقب الوضع)، في ضوء التطورات الدرامية التي تسارعت وتيرتها بعد سقوط الطائرة الإثيوبية، وهى من الطراز نفسه؛ حيث أعلنت شركة بوينج وطيران أديل (ذراع الطيران الاقتصادي للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية)، عن التوصل لاتفاقية تستحوذ بموجبها طيران أديل، بعد إتمام الإجراءات النهائية للصفقة، على 30 طائرة من طراز 737 ماكس، مع أحقية طلب 20 طائرة إضافية.

وضمن التطورات الدرامية، جاءت الخطوة التي أقدمت عليها، اليوم الثلاثاء، سلطات سلامة الطيران المدني في 17 دولة، بتعليق رحلات الطائرات من طراز «بوينج 737 ماكس» في مجالها الجوي.

ومنعت اليوم، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والنرويج، تحليق طائرات «بوينج 737 ماكس» في مجالهما الجوي.

وعلقت شركة «إير شاتل» النرويجية للطيران منخفض التكلفة، اليوم الثلاثاء، استخدام 18 طائرة من طراز بوينج 737 ماكس 8 ضمن أسطولها.

وانضمت الثلاثاء، سلطنة عُمان؛ حيث قالت الهيئة العمانية العامة للطيران المدني على «تويتر»، إنها قررت «تعليق تشغيل طائرات بوينج 737 ماكس من وإلى جميع مطارات السلطنة إلى إشعار آخر».

جاء ذلك بعد أن أعلنت إثيوبيا وسنغافورة والصين وإندونيسيا وكوريا الجنوبية ومنغوليا وأستراليا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك والمغرب، في أوقات سابقة، تعليق استخدام هذا الطراز من الطائرات.

إجراءات

بدورها، أكدت سلطات الطيران المدني في سنغافورة، اليوم، تعليق كل الرحلات التي تستخدم طائرات من طراز بوينج «737 ماكس»، وذلك بعد يومين من تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية من الطراز نفسه.

من جانبها، أوقفت إثيوبيا رحلات الطائرات من طراز بوينج «737 ماكس»، بعد يوم واحد تقريبًا من قرار صيني مشابه؛ حيث أعلنت هيئة الطيران المدني الصينية، بدء تعليق عمل جميع الطائرات من طراز بوينج 737 ماكس؛ انتظارًا لإجراء المزيد من التحقيقات.

وكانت شركة «بوينج» الأمريكية المصنعة للطائرة المنكوبة، قد أعربت (في بيان لها) عن بالغ أسفها للحادث الأليم الذي أودى بحياة 157 شخصًا في إثيوبيا، ونقلت تعازيها إلى أسر الضحايا، كما أعلنت الشركة استعدادها لتقديم المساعدة الفنية اللازمة للسلطات الإثيوبية في حال طلبها.

وتحطمت الطائرة الإثيوبية من طراز «بوينج 737 ماكس»، الأحد الماضي، خلال رحلتها رقم أي تي 302، بالقرب من بلدة بيشوفتو (50 كيلومترًا) جنوب شرق العاصمة الإثيوبية.

وقالت الشركة الإثيوبية (في بيان) إن الطائرة أقلعت الساعة الثامنة و38 دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي (05:38 بتوقيت جرينتش) من مطار بولي الدولي، وانقطع الاتصال بها بعد دقائق من إقلاعها.

وأشار البيان إلى أنه وبعد الإقلاع بقليل، أرسل قائد الطائرة الذي يعمل لدى الشركة منذ عام 2010 نداء استغاثة، وحصل على تصريح بالعودة إلى المطار.

وأوضح البيان أن الشركة قامت بشراء الطائرة الجديدة، في نوفمبر الماضي، وقامت الطائرة بالطيران لنحو 1200 ساعة منذ شرائها، وخضعت لآخر عملية صيانة في الرابع من فبراير الماضي.

سوابق

ويعد حادث تحطم الطائرة الإثيوبية، الذي وقع الأحد الماضي، الثاني من نوعه خلال خمسة أشهر، الذي يقع لنفس الطراز الجديد من الطائرة بوينج، ودخلت الطائرة بوينج 737 ماكس الاستخدام التجاري، عام 2017 فقط، لكن في أكتوبر الماضي، تحطمت طائرة من نفس الطراز، تابعة لشركة «لاين إير» الإندونيسية، بعد إقلاعها من جاكرتا بقليل؛ ما أسفر عن مقتل 189 شخصًا، كانوا على متنها، رغم أن عمر الطائرة حينها كان ثلاثة أشهر فقط.

وقال محلل الطيران، جيري سويجاتمان لـ(بي بي سي)، إن الطائرة بوينج 737 ماكس تتميز بأن «محركها يقع إلى الأمام قليلًا، وأعلى قليلًا بالنسبة إلى الجناح، مقارنة بالنسخة السابقة من الطائرة.. وهذا يؤثر على توازن الطائرة».

وأصدرت الهيئة الفيدرالية للطيران المدني في الولايات المتحدة، توجيهات «عاجلة»، بشأن سلامة الطيران، إلى شركات الطيران الأمريكية، عن هذا المستشعر المسمى «مستشعر زاوية الهجوم»، وذلك بعدما أشارت اللجنة الوطنية لسلامة النقل في إندونيسيا، إلى أن الرحلة رقم 610 لطائرة شركة لاين إير قد تعرضت لـ«مدخلات خاطئة»، من أحد أجهزة الاستشعار المصممة لتنبيه الطيارين، في حال كون الطائرة معرضة لخطر التوقف.

ملاحظة

ويعمل المستشعر المذكور والبرمجيات المتصلة به بطريقة مختلفة عن الطرز السابق من الطائرة بوينج 737، لكن لم يتم إخبار الطيارين بذلك، وقالت هيئة الطيران الفيدرالية إن «مشكلة المستشعر، إن لم تتم معالجتها، يمكن أن تسبب صعوبة للطاقم في التحكم في الطائرة؛ ما يؤدي إلى انخفاض مقدمة الطائرة بشكل كبير، وفقدان الارتفاع بشكل كبير، وتصادم محتمل مع التضاريس الأرضية».

ومع ذلك، تقول شركة طيران أديل إنها اختارت طائرة 737 ماكس 8 التي تتسع لـ189 راكبًا؛ لأنها تتميز بالكفاءة العالية في التشغيل واستهلاك الوقود وتوفير الراحة للمسافرين، وقدرتها على التحليق لمدى أطول؛ حيث يصل مداها إلى 6570 كيلومترًا، وهو ما يدعم خطط الشركة لبدء التشغيل الدولي، لكن كل هذه المميزات التي تعددها أديل تصطدم بالواقع المر الذى عبرت عنه الحوادث المتتابعة للطائرة 737 ماكس 8.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa