الحراك السعودي في البحر الأحمر.. لكمة قاضية في وجه "ثلاثي خطف الأدوار"

رئيس الشؤون الخارجية بـ"الشورى" يتحدث عن إنجاز المملكة
الحراك السعودي في البحر الأحمر.. لكمة قاضية في وجه "ثلاثي خطف الأدوار"
تم النشر في

قال الدكتور زهير الحارثي رئيس مجلس الشؤون الخارجية بمجلس الشورى، إن مبادرة الملك سلمان لتأسيس كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن، ستدفع باتجاه تعزيز الأمن والتنمية والاستثمار والاستقرار في هذه المنطقة.

وأضاف رئيس مجلس الشؤون الخارجية بمجلس الشورى في تصريحات لـ"عاجل"، أن تأسيس الكيان، يعد خطوة لافتة ونظرة استراتيجية لحماية منطقة البحر الأحمر من المخاطر، وهي التي تعرضت لتمدد مشاريع توسيعية لدول إقليمية ذات أجندة مفضوحة ومحاولات تغيير جيوسياسية، فضلًا عن عمليات القرصنة وممارسات الحوثي.

وأوضح، أنه لم يعد سر في أن ثمة دول تسعى للعب دور إقليمي في المنطقة يحقق لها النفوذ والتأثير ودعم مصالحها، وكل منها تستند على عوامل عدة، في مقدمتها تركيا، إيران، وإسرائيل.

وقال إن "المتابع لجهود خادم الحرمين يلمس أنه كان ولا زال يبلور مشروعًا عربيًا لمواجهة ما يطرح في المنطقة من مشاريع إقليمية كانت أم دولية"، مؤكدًا أن هذا الحراك السعودي في تقديره يهدف لحماية منطقة البحر الأحمر وعدم السماح لأطراف خارجية من المساس بالأمن القومي العربي.

وتابع: "هذه الخطوة المهمة تعني رفض الإملاءات والضغوط، ولا تسمح للآخرين من استغلال هذه المنطقة للإضرار بأمن الدول المطلة عليه أو حتى المتاجرة بقضايانا، ولذا جاءت تلك المحادثات كنقلة نوعية لإعادة بناء التضامن الجاد لحماية أمن هذه الدول واستقرار شعوبها، فالمنظومة محورها علاقات أمنية وتنموية وبيئية واستثمارية من أجل الاستقرار ورخاء شعوب تلك الدول".

وأكد عضو مجلس الشورى أنه عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم، كان من الأولويات للدبلوماسية السعودية الالتفات نحو القارة الإفريقية، والتي لم تحظ باهتمام كبير في العقود الماضية مقارنة بالقارات الأخرى.

وقال إن "الغياب أو ضعف الحضور في تلك القارة السوداء، أتاح لدول أخرى التمدد وملء الفراغ واستغلال الوضع لأجندتها، ولذا سرعان ما صدر عن الرياض قرار استراتيجي نتج عنه زيارة أغلب الزعماء الأفارقة للمملكة خلال السنة الأولى للعهد الجديد، ما عزز قنوات التواصل وأثمر عن اتفاقيات على كافة الصعد".

وأشار إلى أن هذه الفترة كانت الدبلوماسية الإيرانية تتغلغل في إفريقيا حينذاك؛ لاستقطاب أصوات تقف إلى جانبها في صراعها الدبلوماسي مع الغرب بشأن برنامجها النووي، فضلًا عن إنشاء حوزات شيعية والتي شجعت تكاثرها، وتدعمها ماليًا ومعنويًا، ليس من مبدأ ديني وإنما لدعم مخططاتها السياسية.

وأضاف أن العلاقات الإيرانية – الإفريقية شهدت نموًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، مقابل تراجع واضح للدور العربي في إفريقيا، ما يعني خللًا استراتيجيًا بدا ملموسًا على الأصعدة السياسية والاقتصادية والدينية، أي ضعف الحضور السُّنّي مقابل الشيعي، غير أن تأسيس هذا الكيان جاء ليقطع الطريق على كل تلك المشاريع التوسعية التي تستهدف منطقة البحر الأحمر كموقع استراتيجي للنفوذ والتأثير.

واختتم حديثه قائلًا: "ما حدث في الرياض اليوم أمر إيجابي يحسب للدبلوماسية السعودية، ويعكس رؤية جاءت في وقتها المناسب لمواجهة المخاطر والتحديات؛ بدليل سعيها إلى تكريس معادلة سياسية وأمنية لقطع الطريق عن مخططات من يريد اختراق تلك الدول للإضرار بأمنها واستقرارها وشعوبها".

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa