جدد مجلس الوزراء خلال اجتماعه، اليوم الثلاثاء، في قصر السلام بجدة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، التأكيد على أن «الهجوم التخريبي الذي استهدف منشأتي النفط في بقيق وخريص، بأسلحة إيرانية، يعد تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، وعدوانًا غير مبرر على إمدادات الطاقة للأسواق العالمية»، وهو ما وجد إدانة دولية.
وكشف وزير الإعلام، تركي بن عبدالله الشبانة، عقب الجلسة، أن المجلس، هنأ خادم الحرمين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على الإنجاز الكبير الذي تحقق بعودة الإمدادات البترولية من المملكة لما كانت عليه.
وثمن المجلس الجهود الكبيرة التي بذلتها شركة أرامكو السعودية لتجاوز آثار العمل التخريبي السافر على منشأتي النفط في بقيق وخريص، منوهًا بسرعة استجابة شركة أرامكو وتفعيل نظام الطوارئ وكفاءة وتفاني العاملين فيها من مواطنين ومقيمين مما كان له الدور الكبير في تجاوز الأزمة.
واستعرض المجلس، بحسب وكالة الأنباء السعودية، جملة من التقارير عن مجريات الأحداث وتطوراتها، وأشار خلال الاجتماع إلى أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية كبيرة لوضع حد للتصرفات والسياسات العدوانية التخريبية الإيرانية.
وأكد المجلس، أن قرار المملكة الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، يأتي لمساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية وضمان أمن واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ الأمن والسلم الدوليَّيْن.
واستهل خادم الحرمين حديثه للمجلس، بحمد الله وشكره على ما تنعم به المملكة من نعم كثيرة وما تشهده من أمن وأمان ورخاء وتطور كبير في جميع مناحي الحياة مع حفاظها على ثوابتها المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقال إن المملكة وبمناسبة يومها الوطني التاسع والثمانين الذي صادف هذا العام الرابع والعشرين من الشهر المحرم 1441هـ الأول من الميزان، تعتز وبكل فخر بما أعلنه جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله.
وأعاد خادم الحرمين التذكير بدور الملك المؤسس في توحيد المملكة العربية السعودية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم استمرت هذه الوحدة بجهود أبنائه البررة من بعده، وبتكاتف أبناء الوطن؛ حيث أصبحنا نفتخر ونعتز بلحمة ووحدة وطنية ومكانة دولية مميزة، ونشكر بهذه المناسبة قادة ومسؤولي الدول الشقيقة والصديقة وجميع مسؤولي ومواطني المملكة، على ما عبروا عنه من مشاعر بهذه المناسبة، سائلين الله عز وجل أن يمدنا بعونه وتوفيقه لتبقى المملكة حصنًا حصينًا لخدمة الإسلام والمسلمين وعمارة الحرمين الشريفين وخدمتهما، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة الحق، والإسهام في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وأطلع خادمُ الحرمين المجلسَ على نتائج استقباله لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وفحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، ونتائج استقباله دولة رئيس وزراء باكستان الإسلامية عمران خان، وقد عبَّر الملك المفدى عن شكره وتقديره لجلالة ملك مملكة البحرين ولفخامة الرئيس الصيني ودولة رئيس وزراء باكستان على إدانتهم للأعمال الإجرامية التي استهدفت معملين تابعين لشركة أرامكو، والتي تمثل تصعيدًا خطيرًا وتهديدًا كبيرًا لأمن واستقرار المنطقة ولإمدادات سوق النفط العالمية.
وجدد مجلس الوزراء إدانة المملكة واستنكارها للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت حافلة ركاب في محافظة كربلاء في جمهورية العراق، وتجمعًا انتخابيًّا لفخامة الرئيس الأفغاني، وقاعدة للجيش في كابول، مؤكدًا تضامن المملكة مع جمهوريتي العراق وأفغانستان، ووقوفها إلى جانبهما ضد جميع أشكال العنف والإرهاب والتطرف، كما قدم العزاء لحكومتي وشعبي البلدين الشقيقين، ولأسر الضحايا مع التمنيات للمصابين بعاجل الشفاء.