كشف مصدر في منظمة «أوبك»، اليوم الإثنين، أن أمين عام المنظمة محمد باركيندو، بحث تطورات سوق النفط مع رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، بعد هجمات تعرَّضت لها منشآت نفط سعودية.
وأضاف المصدر، حسب وكالة رويترز، أن باركيندو وبيرول أبديا رضاهما بشأن «احتواء السلطات السعودية الوضع»، واتفقا على مواصلة مراقبة السوق، والإبقاء على اتصال دوري خلال الأيام المقبلة، وأن «عقد اجتماع طارئ لأوبك وحلفائها غير مطروح للبحث حاليًا».
إلى ذلك، قالت وزارة النفط الهندية، اليوم، إن «أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، أبلغت شركات التكرير الهندية بأنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات، بعد الهجمات على منشآت نفط خام سعودية، السبت الماضي».
وأضافت الوزارة، أنها تراقب الوضع عن كثب، وأنها تُجري محادثات مع شركات تكرير هندية وأرامكو السعودية؛ حيث تعد السعودية أكبر مورد نفط للهند بعد العراق، وفي الفترة من يناير إلى يوليو، وردت 788 ألفًا و200 برميل يوميًا من النفط إلى الهند.
إلى ذلك، تفقّد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، معامل شركة أرامكو السعودية في بقيق، التي تعرَّضت لهجمات إرهابية، نتجت عنها حرائق تمت السيطرة عليها؛ حيث رافق وزير الطاقة في زيارته الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية.
كما عقد وزير الطاقة؛ بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية، اجتماعًا مع رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية الأستاذ ياسر الرميان، ورئيس الشركة وكبير التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وعدد من المسؤولين.
وجرى خلال الاجتماع، بحث آخر التطورات التي حصلت نتيجة هذا الهجوم الإرهابي، مؤكدين أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع.
وكشف مصدر سعودي مطّلع بقطاع النفط، عن أن «السعودية؛ إثر الهجوم على معمليْن لشركة أرامكو، تهدف إلى أن تستعيد خلال ساعات، ثُلث إنتاج النفط المفقود، وتحديدًا اليوم الإثنين...».
وأوضح المصدر، حسبما نقلته وكالة رويترز عن صحيفة وول ستريت جورنال، أن «صادرات السعودية من الخام ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، مع استعانة المملكة بالمخزونات المودعة في منشآت التخزين الكبيرة لديها».
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول، أن «المملكة تحرص على ألا تشهد السوق أي نقص؛ حتى نستعيد الإنتاج بالكامل». ونقلت رويترز عن وكالة «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس»، أن الهجوم على منشأتي النفط في خريص وبقيق، صعَّدت التطورات في الشرق الأوسط إلى مستوى جديد يثير المخاوف؛ بشأن أمن إمدادات الطاقة.
وكشف المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، عن أن «السعودية لم تطلب المساعدة من روسيا، بعد هجوم الطائرات المسيّرة على منشآت نفطية تابعة لشركة «أرامكو»، وأشار إلى أن «الجانب السعودي لم يطلب المساعدة من روسيا بعد الهجوم؛ حيث إن لديهم كل القدرات اللازمة».
وقال بيسكوف، حسبما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة «فيدوموستي»، إن «هجوم الطائرات دون طيار على منشآت نفطية سعودية، تطور مقلق لسوق النفط. وبطبيعة الحال، فإن أي اضطراب من هذا القبيل لا يسهم في استقرار سوق الطاقة.. والرئيس- بوتين- على علم بالتأكيد بهذه الأحداث».
وتلقَّى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اتصالًا هاتفيًّا، السبت الماضي، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد خلاله استعداد واشنطن للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددًا على التأثير السلبي لهذه الهجمات في الاقتصاد الأمريكي وفي الاقتصاد العالمي، غير أن ولي العهد أكَّد أن لـ«المملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه».
وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد أعلنت تعرُّض منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو لهجوم بطائرات دون طيار؛ ما أدَّى إلى اندلاع حريق في معمليْن للشركة في محافظة بقيق وهجرة خريص، شرق المملكة. وأوقفت تلك الهجمات نحو 5.7 مليون برميل، أو نحو 50% من إنتاج الشركة.
وأكَّد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أنه حسب التقديرات الأولية، أدت الانفجارات إلى توقُّف كمية من إمدادات الزيت الخام تُقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو نحو 50% من إنتاج الشركة، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من المخزونات.
وأضاف أن الانفجارات أدَّت إلى توقُّف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تُقدر بنحو ملياري قدم مكعب يوميًّا، تُستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، وهو ما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي؛ بنسبة تصل إلى نحو 50%.