الطلاب يقدمون مبادرة وفاء لوكيل مدرستهم.. الحزن يخيم أثناء تشييع الجنائز الستة للخبراني وعائلته في الجوة بجازان

مبادرة وفاء
مبادرة وفاء

لم يتأخر طلاب مجمع مدارس الجوة التعليمي بمحافظة العارضة شرق منطقة جازان في تقديم مبادرة خيرية لوكيل مدرستهم الأستاذ يحيى بن حسين خبراني، وأفراد عائلته الذين فارقوا الحياة جميعا في حادث مروري مأساوي أول أمس الخميس، في منطقة عسير أثناء عودتهم برا من مدينة الرياض إلى جازان.

وسارع الطلاب لتسجيل موقف نبيل يتمثل في مساهمتهم ماديا في التبرع عن نية وكيل مدرستهم وأسرته رحمهم الله كصدقة جارية عنهم عبر المنصات الخيرية الرسمية، وذلك عرفانا ومحبة منهم لأستاذهم الذي ترك أثرًا عظيمًا في نفوس هؤلاء الطلاب الأوفياء في حياته حتى بعد مماته.

وودعت منطقة جازان عصر اليوم السبت جثامين المتوفين الستة من عائلة واحدة الذين فارقوا الحياة في "حادث عسير" وهم وكيل مجمع مدارس الجوة الأستاذ يحيى حسين خبراني وزوجته وأربعة من أبنائه (ثلاثة أولاد وبنت واحدة)، وشارك المعلمون والطلاب في تشييع الجنائز الستة داخل مقبرة الجوة بحضور جموع غفيرة توافدت منذ وقت مبكر لمقر المقبرة بما فيهم أقارب المتوفين وذويهم، وألقيت النظرات الأخيرة على جثامين المتوفين قبل دفنهم في قبورهم في مشهد لم يتمالك معه الحاضرون أنفسهم ولتنهمر أعين كثيرين منهم بدموع الوداع الأخير.

وعبر زملاء الفقيد وكذلك طلابه عن حزنهم الشديد على فراق وكيل المدرسة وعدد من أفراد أسرته بما فيهم أبناؤه الذين يدرسون في ذات المجمع التعليمي، والتي يعمل بها وكيلًا للمرحلة الثانوية، داعين الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهم فسيح جناته ويلهمهم وذويهم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل، مؤكدين في الوقت ذاته أن للفقيد مناقب حميدة لا تعد ولا تحصى اتصف بها داخل المدرسة وخارجها، وأطلقوا عليه (صاحب الابتسامة الصادقة) كونه يحب رسم ابتسامته على وجهه لكل من يقابله أو يتحدث إليه، وأنه كان ذو أخلاق حسنة ومحبًا لأعمال الخير وقريب جدًّا من جميع طلابه الذين أحبوه بصدق وإخلاص، وسار على هذا النهج جميع زملائه المعلمين، فكسب رحمه الله مكانة في قلوبهم جعلتهم يذرفون الدموع على فراقه في هذا المشهد المؤلم.

الجدير بالذكر أن الفقيد وكيل مجمع مدارس الجوة للمرحلة الثانوية قد أنهى أوراق طلب إحالته للتقاعد المبكر بعد خدمة في مجال التعليم امتدت لأكثر من 27 عامًا، وأن مع نهاية العام الدراسي الحالي ستكون محطته الأخيرة في العمل، فقد كان ينتظر موعد تقاعده بلهفة ليتفرغ لأمور حياته الأخرى بعد رحلة عطاء طويلة تخرج على يديه كثيرون من الطلبة جيلًا بعد جيل من أبناء قرى الجوة والقرى المجاورة لها، ولكن القدر كان أسرع ليغادر الدنيا قبل انقضاء العام الدراسي الحالي الذي يتبقى عليه ثلاثة أشهر تقريبًا، كما أن أحد أبنائه المتوفين في الحادث يدرس بالصف الثالث الثانوي، وكان هو الآخر ينتظر تحقيق حلمه في الفرحة الكبرى باستلام شهادة تخرجه من المرحلة الثانوية بعد فصل دراسي واحد تبقى له، ولكن أمر الله أعظم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa