صمت وحكمة وعمل دؤوب.. سياسة اتبعتها المملكة العربية السعودية للرد على الحملات الإعلامية، التي انطلقت لتشكِّك في جدوى طرح شركة أرامكو، وأن الاستثمار في ذلك الطرح لن يؤتي أُكله.
فالأقلام والأبواق المسمومة، التي تحاول دومًا النيل من رؤية المملكة 2030، لا تنطلق من واقعية اقتصادية، بل من رؤية مريضة لا تنفك عن التشكيك فيما تشهده المملكة من نهضة اقتصادية حقيقية، بل إن أذرعها الإعلامية أصيبت بالعمى عن كل ما هو إيجابي.
فالمشككون شنوا حملات إعلامية موجهة للتأثير على خطة الإصلاح الاقتصادي، ممثلة في رؤية المملكة 2030، فيما حرصت القيادة على تجاهل هؤلاء المغرضين، عملًا بالقول «كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا.. تُلقى بالأحجار فتجود بأطيب الثمر».
الطرح العام الأولي لأرامكو، حجر زاوية لرؤية سمو ولي العهد لتنويع موارد اقتصاد المملكة، بدلًا من اعتمادها على النفط من خلال استغلال حصيلة الطرح البالغة 25.6 مليار دولار لتطوير قطاعات أخرى.
وأظهرت بيانات رفينيتيف، أن أسهم أرامكو بلغت 38.7 ريال (10.32 دولارًا)، مما يرفع قيمتها السوقية لأكثر من تريليوني دولار؛ لكنها أغلقت عند 36.8 ريال بارتفاع 4.5 بالمائة عن سعر إغلاق الأربعاء؛ ليصبح تقييم الشركة 1.96 تريليون دولار.
وفي مذكرة صدرت، اليوم الخميس، قال زاكاري سيفاراتي الرئيس التنفيذي لدلما كابيتال في دبي عن صفقة أرامكو، التي أصبحت الأكبر في العالم؛ بتخطيها إدراج علي بابا الصينية في 2014 البالغة قيمته 25 مليار دولار: «يقل متوسط ما حصل عليه المستثمرون من المؤسسات عن سدس الأسهم، التي طلبوها في الطرح الأولي، وتعيَّن عليهم شراء الأسهم بالسوق المفتوحة».
كما تخطت أرامكو شركة أبل بفارق مريح لتصبح أكبر شركة مدرجة في البورصة بالعالم من حيث القيمة.
جني أرباح
وقد ظهرت رجاحة الفكر الاقتصادي للقيادة السعودية بجلاء في مؤشرات الميزانية الجديدة للعام المالي 2020، التي أكَّدت أن الإجراءات والإصلاحات الاقتصادية والمالية، التي قامت بها المملكة منذ إطلاق رؤيتها 2030، بدأت تؤتي ثمارها وتؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني.
وبالنظر إلى ميزانية المملكة، سنجدها ترفع مستوى الخدمات وتحقق الرفاهية للمواطنين، وتوفر فرصًا استثمارية محلية وأجنبية، من شأنها إنعاش المشروعات التنموية وتحفز النمو، كما أنها تُعد دفعة لمشروعات الإسكان والبنية التحتية، وتحقق أهداف الرؤية والتوازن المالي، من خلال دعم مصادر الدخل .