لأنهم أعداء الحياة، وعشاق الظلام، تخيفهم الأفراح، تستفزهم مشاعر البهجة، لا يعرفون في منهجم سوى الكراهية والحقد والقتل، ميليشيا الحوثي الإرهابية التي عادت لممارسة انتهاكات جسيمة في حفلات الزفاف أو التخرج.
فقد أفادت مصادر عدة في صنعاء عن أن جماعة الحوثي عاودت من جديد اقتحام حفلات الزفاف والتخرج في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في اليمن، إصرارًا على مسعاها لتقييد الحريات وفرض تعاليمها المتطرفة.
ويبدو أن ظلال حفلات الأفراح والتخرج تخيف الحوثيين، وتثير قلقهم من «تأخر النصر»، كما يزعمون؛ حيث اقتحمت عناصر الجماعة قاعات الأفراح والتخرج بقوة السلاح لمنع الأغاني والأناشيد الوطنية بذريعة أنها «السبب في تأخر النصر الإلهي»، في انتهاك جديد يضاف إلى قائمة الانتهاكات المطولة التي ترتكبها الجماعة بحق الشعب اليمني.
وأفادت تقارير محلية أنه خلال النصف الأول من العام الحالي، هاجمت عناصر الجماعة أكثر من 85 عرسًا وحفل تخرج في 5 مدن واقعة تحت سيطرتها، تحت مزاعم منع الغناء ومكبرات الصوت.
واعتقل الحوثيون خلال الفترة نفسها ما يزيد على 220 شخصًا من أهالي العرسان وفنانين وطلبة كانوا يحتفلون بمناسبة تخرجهم.
وتصدرت محافظة حجة قائمة المدن التي طالتها حملات الترهيب بواقع 28 عملية اقتحام خلال تلك الفترة، تلتها العاصمة صنعاء في المرتبة الثانية بواقع 23 حادث اقتحام، ثم محافظة إب بـ19 عملية اقتحام، ثم محافظة ذمار بواقع 15 عملية.
وكشفت المصادر كذلك عن أن انتهاكات الجماعة الأخيرة شملت التدخل السافر بطبيعة ملابس النساء وطالبات الجامعات، وتحديد أنواع قصات الشعر للشباب، وفرض مزيد من الإتاوات على محال بيع الملابس وملاك المطاعم والمقاهي.
وكانت الميليشيات، المدعومة من إيران، أصدرت، مطلع العام الجاري، حزمة من القرارات قضت بمنع الغناء واستخدام الآلات الموسيقية أثناء إحياء حفلات الأعراس في عدد من مدن ومناطق سيطرتها.
وقبلها بأشهر قليلة، أصدرت تعميماً للمدارس الحكومية والأهلية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها بمنع الغناء والفرق الموسيقية والاستعراضية أثناء الاحتفالات المدرسية.