بعد 11 يومًا من انتهاء المهلة التي حدَّدتها هيئة الغذاء والدواء ووزارة التجارة لشركات التبغ للإفصاح عن مكونات السجائر قبل وبعد التغليف الجديد، عقب تصاعد الشكاوى بين المستهلكين من المنتج الجديد؛ لم يصدر أي بيان رسمي يكشف الأسباب أو الملاحظات التي أدت إلى تغير نكهة منتجات التبغ في المملكة.
وأدى تأخر الهيئة العامة للغذاء والدواء، في إعلان نتائج فحص مكونات الدخان الجديد، عن استياء كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً في ظل عدم وجود توضيح رسمي حول أسباب التأخير.
وأثار الدخان الجديد، أزمة بسبب تغيُّر طعمه؛ ففي الوقت الذي أكد فيه البعض أنه مضافة إليه نشارة خشبية أو مواد محظورة؛ نفت إحدى أبرز شركات تصنيع السجائر في العالم، صحة ما يُثار.
تغير طعم الدخان الجديد أكده الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي، قائلًا إنه «بناءً على رأي وشكاوى المستهلك.. نعم، طعم الدخان الجديد (تغيَّر)، ومن غيَّر مكونات التبغ هم شركات التبغ».
وتابع الجضعي أن «تغيُّر نكهة جميع منتجات التبغ فجأة يعطي احتمالًا أن هناك عملًا مرتبًا بين شركات التبغ لأجل إفشال مشروع التغليف الجديد لعلب الدخان»، مشيرًا إلى أنه «لم يلاحظ اختلافًا في المواصفات بين الدخان القديم والدخان الجديد، لكن هناك مكونات أخرى تضيفها الشركات لتغيير نكهة المنتج».
ونفى الجضعي اتهام هيئة الغذاء والدواء بأنها وراء كل ما يحدث للتبغ حتى يترك الناس التدخين، موضحًا أنَّ مسؤولية الهيئة تتضمن وضع المواصفات للتبغ من خلال لائحة خارجية، وأنَّ عملها ليس التوعية.
وبعد أن أقرت هيئة الغذاء والدواء بتغير الطعم، أرسلت عينات من 7 أنواع من التبغ الموجود في السوق المحلية إلى مختبر دولي (eurofins.com) لإجراء دراسة حول جودتها ونكهتها، ومعرفة سبب التغير في جودة ونكهة التبغ المستخدم، إلا أنه حتى اليوم لم توضح الهيئة نتائج العينات التي قالت إنها أرسلتها، أو أسباب التأخير.
واستدعت هيئة الغذاء ووزارة التجارة في 11 ديسمبر الماضي شركات التبغ الموردة لمنتجات السجائر، وجميع وكلائها وممثليها في المملكة، استجابةً لما وصلهما من ملاحظات وشكاوى حول تغير نكهة منتجات التبغ.
وطالبتا الشركات ووكلاءها بتفسيرات لما لاحظه المستهلكون حول المنتجات بعد التغليف الجديد، وقدمتا لهم كافة الملاحظات والشكاوى التي تم رصدها. وأفادت الشركات بعدم وجود أي متغيرات سوى تصميم الغلاف وفق الاشتراطات الجديدة.
لكن الهيئة والتجارة ألزمتا الشركات بالإفصاح عن مكونات السجائر قبل التغليف الجديد (العادي) وبعده، وبتقديم مكونات التراكيز، ومصدر مادة التبغ المكونة للسجائر، والأوراق والمرشحات المستخدمة، ومكان تصنيعها وتعبئتها قبل تصديرها إلى المملكة، إضافة إلى مكونات الانبعاثات وتوضيح أسباب تغيُّر النكهة، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
كما ألزمتا الشركات بإجراء اختبارات التذوق والإفصاح عنها للمستهلكين كافة، وتعهدتا باتخاذ إجراءات مشددة لحماية المستهلكين في حال ثبوت أي تغييرات قامت بها الشركات.
نظام مكافحة التدخين
وكان الباحث القانوني عبدالله الشايع طالب وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء، بالالتزام بنظام مكافحة التدخين، الذي يؤكد وضع نسبة النيكوتين وتاريخ الإنتاج على عبوات الدخان.
وعبر حسابه الرسمي على «تويتر»، قال الشايع: «مطلوب من وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء، الالتزام بنظام مكافحة التدخين الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/56 وتاريخ 28/7/1436هـ، الذي أوجب وضع البيانات الإيضاحية على علب التبغ، وألزم وزير الصحة بنشر اللائحة التنفيذية التي تضمنت وضع نسبة النيكوتين وتاريخ الإنتاج على تلك العبوات.
الإقبال على برامج مكافحة التدخين
وأدت أزمة الدخان الجديد إلى رفع نسبة الإقبال على برامج وزارة الصحة لمكافحة التدخين إلى 700%.
وقال المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة الدكتور علي الوادعي؛ إنَّ 1039 عيادة متخصصة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين في السعودية استقبلت أعدادًا كبيرة من الراغبين في الإقلاع عن التدخين من الجنسين ومن كافة الجنسيات، للاستفادة بالعلاج المجاني.
وتابع أنَّ نجران جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 709%، تليها حفر الباطن بنسبة 267%، وحائل بنسبة 176%، والقصيم بنسبة 175%، والرياض بنسبة 110%، ثم جدة بنسبة 75%.