منذ اللحظات الأولى للإعلان عن صفقة الاستحواذ على النادي العريق نيوكاسل يونايتد، طغت احتفالات جماهير النادي منصات السوشيال ميديا بطرق مختلفة تضمنت رواج الرمزية السعودية عبر ارتداء الشماغ في إشارة منها للعرفان والتبعات التي ستقودها الصفقة لإنعاش آمالهم في أن يعود فريقهم كما كان.. إن هذا الحدث أعادني بالنقيض لمؤتمر «LaunchKSA» الذي نظمته وزارة الاتصالات وسدايا واتحاد الأمن السيبراني في وقت سابق؛ حيث ظهر بعض المسئولين بطريقة غير معهودة من خلال عدم ارتدائهم الشماغ بدوافع تسهيل مهمة الوصول للشباب وذلك باعتبارهم الشريحة المستهدفة حسب تصريح المنظمين.
إن خلق الرسائل الاتصالية لأي جهة حكومية يجب ألا يتعارض مع الاستراتيجية الوطنية ولا كذلك مع جهود القطاعات الأخرى. فمن الملاحظ أن وزارة الثقافة تقوم بأدوار ملموسة عبر هيئاتها من أجل المساهمة في تدويل الرمزية السعودية ومايعكس ثقافتها وتراثها، وحتى من خلال رصد أهداف ورؤية الوزارة ندرك طبيعة المهام القائمة من أجل الحفاظ على الهوية وتصديرها للساحة العالمية. إن الظهور بالشكل غير المعهود في عدم ارتداء الشماغ بمناسبة رسمية ومؤتمر يحظى بوجود شركات دولية كبرى قد يحقق أهدافا من زاوية معينة ولكن بالمقابل يتعارض مع أهداف وجهود وطنية وحتى سياسات محلية. وكذلك من الناحية الإعلامية وعلى الصعيد الدولي، فإن الانعكاسات المرجوة من المؤتمر لايمكنها الوصول بوجود حدث آخر يعيقها ويعد جدليا بنظر الصحافة الغربية مما يجعل من فكرة الشماغ حدثا أساسيا بدلا من التطرق للفكرة الرئيسة من المؤتمر الذي ضم إطلاق مبادرات تقنية ضخمة وإنجازات تحققت بأيادِ سعودية؛ حيث عنونت عدد من الوسائل وعلى رأسها بي بي سي لهذا الحدث بـ«وزراء سعوديين يثيرون الجدل في مؤتمر رسمي»!!
إن فكرة بث الرسائل المتعلقة بولادة السعودية الجديدة الشابة والعملية يمكن أن تأتي بطرق مختلفة لاتتنافى مع الصورة الوطنية أو تتعارض مع الجهود المضنية لترسيخ الهوية وتسويق الثقافة دوليًا.. كما أن اختيار المواقف للظهور بشكل معين يعد مهمًا في الشأن الاتصالي لإرسال رسائل مختلفة لاتؤثر على الخطة الاستراتيجية ولاتشكل عائقًا لها، وكما أنها أخيرا تسهم في زيادة معدل التأثير على المحتوى الإخباري الدولي بما يتوفق مع أجندتنا ورسمنا لها.