ذكر الكاتب سليمان العقيلي، في تصريحات خاصة لـ(عاجل)، أن المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريري في لبنان، قالت كل شيء إلا أنها لم تسمِ الأشياء بأسمائها؛ حيث إن المحكمة أكدت أن اغتيال الحريري ذو دوافع سياسية وأن المنتفعين من تصفيته سوريا وحزب الله، وأن المتهمين والمحكوم عليهم من أعضاء الحزب، إلى جانب أن الاغتيال وقع في إطار سياسي ضاغط على الحريري، فضلًا عن أن الشكوك نشأت بسبب اتصالات بين المتهمين المحكومين والذين تمت تبرئتهم، منوهًا بأن المحكمة مع كل ذلك قالت إنه لا دليل على تورط قيادة الحزب أو التورط المباشر لسوريا.
(تبرئة الأسد وحزب الله)
وقال العقيلي إن المحكمة أظهرت حرصًا بالغًا لتبرئة حلفاء إيران (الأسد وحزب الله)، رغم أن المحكوم الوحيد بالقضية عضو بارز في الحزب، وربما تكون لمقاطعة سوريا، وحزب الله للمحكمة دورًا مهمًا في إخفاء أدلة واضحة وحقيقية عن المحكمة التي حكمت على المتهمين غيابيًّا.
وأضاف أن الحرب النفسية والسياسية التي شنها الطرفان وتوابعهما الإعلامية والسياسية والمخابراتية على المحكمة، واتهامها بالتسييس، قد شوش كثيرًا على عمل المحكمة وجعل قضاتها يتخذون الحدود القصوى لمعايير الحكم وهي الأدلة، وليست القرائن التي تستخدم عادة في غياب الأدلة.
وتابع، أنه لا يعقل ان تنفق نحو 700 مليون دولار، و15 عامًا من التقصي، والتحقيقات، والمحاكمة على نتيجة متواضعة كما حدث في محاكمة قتل الحريري، التي انتهت إلى إدانة شخص واحد فقط، ولم تشرح المحكمة للرأي العام من يكون الانتحاري، ولا أعلنت اسم الشخصين اللذين اشتريا سيارة الميتسوبيشي (وسيلة التفجير)، ولا حتى من استقطب أو خطف ابو عدس (الشاب الفلسطيني المنعزل)، ليكون أداة التضليل، أو من كان وراء صناعة فيديو التضليل عن الجريمة وموصلوه لوسائل الإعلام.
(لغز الجهة المخططة والممولة)
وأكد العقيلي أنه من غير المعقول، أن لجنة التحقيق التي تنقلت في عدة بلدان، وسخرت لها كل الإمكانات والتسهيلات الأمنية لم تستطع أن تفك لغز الجهة المخططة والممولة وشبكات المراقبة والتجهيز اللوجستي.
وألمح إلى أن الكلام المرسل عن أن المحكمة غير مسيسة، ربما يكون صحيحًا لكنه غير دقيق، فعلى الأقل ليس مستبعدًا أن تكون المحكمة تأثرت بالمناخات السياسية الساخنة في لبنان والمنطقة.
(تصفية الحريري مشروع إيراني)
وأشار العقيلي إلى أنه فيما يخص دوافع تصفية الحريري فهذا نابع من مشروع إيراني، فبعد الاستيلاء على العراق بمساعدة أمريكية عسكرية، رأت طهران أن لديها فائض القوة الذي يمكنها من إزالة كل العراقيل للسيطرة على الشام (سوريا ولبنان)، وتوافق ذلك مع مرحلة ما بعد رحيل الأسد الأب الذي كان حريصًا على توازن سوري معين بين العرب والإيرانيين.
وأبان أنه مع قوة المشروع الاقتصادي لرفيق الحريري الذي تحول إلى واقع، وجدت طهران وسوريا الأسد الابن أن ذلك سيقلص قدرة محور الممانعة في بسط سيطرته الكاملة على لبنان؛ لأن المشروع الثوري التدميري لن يكون له بريق المشروع الاقتصادي الإنتاجي ولن يستطيع المحور الإيراني تحقيق المنافسة لانعدام التوازن في الجاذبية والإغراء، فعمد إلى استخدام العنف والتصفيات لكل معرقلي مشروع سيطرته.