تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لتطوير التعليم، بشتى مراحله ومختلف مناهجه، لبناء جيل واعد يمتلك قدرات ومهارات متنوعة، وثقافات مرتكزة على تعليم راسخ، ومواكب للتطور التكنولوجي الهائل.
وقد رسمت رؤية المملكة 2030، انطلاقة جديدة لبلوغ التميز والرقى، عبر الاهتمام بكل مراحل التعليم، عام، أكاديمي، مهني أو المتعلق بحق ذوى الاحتياجات الخاصة، فعملت على تطوير وبناء المناهج وفق فلسفة تربوية، تتناغم مع الثوابت الوطنية والدينية بكل مفرداتها، وتواكب مستجدات العصر، لتلبية طموحات الشعب السعودي.
أهداف استراتيجية
ومنذ إطلاق مبادرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لرؤية المملكة 2030، التي تمثل الأهداف الاستراتيجية، عملت مؤسسات الدولة على توفير الدعم لهذا القطاع المهم، لذا اعتمدت في ميزانية الإنفاق على التعليم للعام الجاري 2021، 186 مليار ريال سعودي، بنسبة 18.8% من إجمالي الإنفاق العام الذي بلغ 999 مليار ريال.
وتضمنت الخطة أن تكون الأولوية؛ لتطوير التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد والأكاديمي والمهني، من أجل الوصول إلى الغايات الطموحة لمجتمع متقدم في جميع المجالات، فعملت مؤسسات الدولة في إطار استراتيجية متناغمة، تدور في فلك رؤية 2030، على تطوير وتنمية التعليم الفني، بتدريب أفراده على اكتساب المهارات في الأنشطة الحرفية، لتوفير أياد عاملة مدربة لتلبية الرغبات المستقبلية، والاعتماد عليها في المناطق الجغرافية على اتساع المملكة، لخدمة سكانها.
تطوير المدارس
وشملت أهداف الرؤية تطوير المدارس الفنية، لكي تكون جاذبة للدارسين، واعتماد أحدث الأساليب التعليمية والنظريات التربوية في المدارس العامة، تطوير برامج التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني والذاتي، والعمل على رفع كفاءة المعلمين والمعلمات في التعليم العام، وأعضاء هيئات التدريس في التعليم الأكاديمي.
ولم تكتف عمليات التطوير على المدارس ورفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس، بل شملت أيضًا المناهج حيث تم إقرار تدريس اللغة الإنجليزية للأول الابتدائي والحاسب الآلي للرابع.
فقد أعلنت وزارة التعليم، عن خطة تطويرية، تهدف إلى النهوض بمستوى التعليم في كل مراحله، شملت تطوير المناهج الدراسية، وإضافة مناهج أخرى، تتواءم مع متطلبات الجيل الحالي، وتخدم الأهداف الوطنية والتعليمية للمملكة.
وكشف وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء 26 مايو الجاري عن آلية التطوير، التي سيتم العمل بها من العام الدراسي القادم.
مناهج جديدة
وتضمنت آلية التطوير إضافة 3 مناهج دراسية جديدة، لم تكن موجودة من قبل، تتعلق بتنمية القدرات البدنية، والمهارات الذهنية، وتعزيز مفهوم الانتماء والمسؤولية الوطنية والمجتمعية، أما المناهج فهي الدفاع عن النفس، والتفكير الناقد، و «وحدة وطني»، لتعزيز الثقة بالنفس، وتنمية اللياقة البدنية، فضلًا عن التدريب على الجوانب الذهنية للطلاب والطالبات.
إن الانجازات الاستثنائية التي تترسخ على أرض الواقع منذ إطلاق مبادرة ولي العهد عام 2016، تؤكد إدراك متطلبات العصر، والوعي الكامل بأن التعليم هو السبيل الوحيد، والأهم، من أجل التقدم في كل المجالات، وتؤكد أن الرؤية ذاتها، لا يمكن أن يكون النجاح حليفها، إن لم تكن مدعومة بالعقول البشرية، التي تمتلك الفكر والمهارة، والقدرة على مواجهة التحديات.
اللغة الإنجليزية
وكان شعار رؤية 2030 «التعليم باللغة الإنجليزية»، باعتباره أحد أهم المحاور الرئيسية، التي تؤكد على أحقية كل مواطن في التعليم، والقضاء على الأمية، وتطوير البرامج الدراسية في كافة مراحل التعليم، العام، والفني والأكاديمي، لذا جاء الشعار في شكله ومضمونه، متوافقًا مع رؤية قيادة المملكة.
وشملت سلسلة القرارات المرتبطة بتطوير المناهج التي أقرتها الوزارة، تدريس اللغة الأجنبية من الصف الأول الابتدائي، بدلا من الصف الرابع، كما كان متبعًا قبل ذلك، وتدريس مادة الحاسب الآلي من الصف الرابع، كما أقرت الوزارة مشروع «التعليم المُدمج» الذى يدمج الدراسة من بُعد بالحضوري.
وأكد وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، أن تلك الإجراءات تأتي في إطار خطة الاستثمار الأمثل، لرفع مستوى كفاءة المنظومة التعليمية، بما يتواءم مع مستهدفات تنمية القدرات البشرية، ورؤية المملكة 2030.
وأوضحت وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية الدكتورة مها بنت عبد الله السليمان أن المواد الجديدة التي أُضيفت للمناهج الدراسية في نظام الفصول الثلاثة تتوافق مع البرامج والخدمات التعليمية المقدمة لطلاب وطالبات التربية الخاصة والتعليم المستمر والموهوبين وطلبة المدارس السعودية في الخارج.
وأكدت أن الوزارة حريصة على تقديم خطط دراسية متطورة تلبي احتياجات ذوي الإعاقة وتحسين نواتج تعلمهم، وتحقق لهم التعليم الجيد المنصف والشامل، مشيرة إلى إضافة مواد المهارات الرقمية واللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية لطلاب وطالبات التربية الخاصة، إلى جانب حصص النشاط والتدريب المهني لزيادة فرص التعلم وتحسين نواتجه، إضافة إلى تأهيل وتدريب الكادر التعليمي وإكسابهم المهارات والكفايات اللازمة لتدريس المواد الجديدة من خلال البرامج التدريبية التي تلبي متطلبات تلك المواد، بالتعاون مع المركز الوطني للتطوير المهني.
اقرأ أيضًا