رغم كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة ومن الشباب ذوي متلازمة داون، وهو ما يتيح له أمورًا غير متاحة لغيره، من بينها أن يحظى بمعاملة خاصة في أماكن العمل وساعات عمل معينة، غير أنه رفض رفضًا قاطعًا التمتع بأي من هذه الامتيازات، بل على العكس تمامًا، يضرب كل يوم المثل في كيف أن يكون الإنسان «عاملًا مثاليًا»، دون الارتكان إلى ظرف خاص أو أمور من شأنها أن تجعله أقل مرتبة من الآخرين.
«أنا أحب الشغل».. جملة وحيدة يرد بها ثامر بن تركي العتيبي، الذي يعمل في أحد أفرع مطاعم «ماكدونالدز» في المملكة، عندما تطالبه الإدارة بأن يحصل على قسط من الراحة، في إطار الالتزام بقرار العمل لمدة ستة ساعات، لكنه وبإصرار واضح يرفض «الراحة»، ويرد كل مرة «أنا أحب الشغل.. أبغى اشتغل»، متفوقًا على بقية زملائه في العمل، الذي يشهدون له بالكفاءة والإصرار الدائم على تقديم «خدمة جيدة» على أفضل ما تكون لكل رواد الفرع.
«ثامر» كل يوم يجني ثمار تفانيه في العمل، سواء في التقدير الذي توليه الإدارة لشخصه، أو تحوله إلى واحد من أبرز الوجوه في فرع «ماكدونالدز» وتعاطي المترددين على الفرع معه، بل وفي بعض الأحيان السؤال عنه حال عدم ظهوره في المكان، معربين عن سعادتهم بتواجده وثنائهم على رغبته الدائمة في أن يكون صورة مشرفة لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، وللمكان الذي يعمل فيه على وجه الخصوص.
وطالما أكدت ماكدونالدز في المملكة أنها آمنت بقدرات الشباب ذوي متلازمة داون ودعمها لذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارهم جزءا أساسيا وفعالا في المجتمع، حيث تقوم بتوظيفهم وتدريبهم في مطاعمها لتطوير قدراتهم وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم والاستقلال بذاتهم.
