عمرها 103 أعوام.. أكبر معمرة تروي قصة وصولها «الصعبة» للكعبة
امتزجت المشاعر الجياشة مع دموع الفرح على وجنة الحاجة التايلندية نوه لاناى البالغة من العمر 103 أعوام، وهي تشاهد الكعبة المشرفة مباشرة للمرة الأولى في حياتها بعد أن منَ الله عليها هذا العام 1440 ه بالقدوم إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج برفقه ابنها بعد سنوات طويلة من الانتظار والصبر بسبب ظروفها المادية والصحية.
الحاجة نوه لاناي التي تعتبر أكبر معمرة في حج هذا العام من النساء مرّت بظروف صعبة كانت حائلًا بينها وبين أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، لكن رغم كبرها بالسن ورغبتها الكبيرة والصادقة دفعها لعدم الاستسلام ومواصلة السعي حتى حولت أمنيتها وحلمها إلى واقع وحقيقة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ويقول ابن الحاجة نوه لاناي المرافق لها: «الحج كان أمنية والدتي منذ سنوات بعيدة، كانت دائمًا تحدثنا عن رغبتها في الذهاب إلى المملكة لأداء فريضة الحج؛ لكن ظروفنا لم تكن تسمح بتحقيق هذه الأمنية، وكنت أشعر بتوتر كبير كلما حدثتني في هذا الأمر فقد كنت أخشى ألا تستطيع تحقيق هذه الأمنية، ولكن الحمد لله تيسرت الأمور وحققت هذا الحلم الجميل».
وأضاف: «كنت قلقًا قبل السفر وكنت أفكر كثيرًا كيف ستستطيع أمي أن تؤدي الحج وكيف ستذهب إلى المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة؛ لكن الحمد لله زالت كل هذه المخاوف بمجرد وصولنا، وذلك بفضل التجهيزات الكبيرة والرعاية الكاملة التي وجدتها من القائمين على خدمة وراحة الحجاج في هذه البلاد المباركة الذين أحضروا لنا كرسيًّا متحركًا وزارت أمي المسجد النبوي الشريف وبعدها أتينا إلى مكة وفي كل خطوة لنا كنا نجد المساعدة من الجميع».
ودعا الله عز وجل أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وأن يجعل عملهما تجاه الحجاج في موازين حسناتهما، معربًا عن شكره وتقديره لكل العاملين على خدمة ضيوف الرحمن على ما يقدمونه من أعمال مباركة وجهود حثيثة للحجاج منذ وصولهم إلى الديار المقدسة، مقدرًا في الوقت ذاته جهود القائمين على مجلس حجاج تايلند والمؤسسة على مساعدتهما الكبيرة لوالدته وتوفير العناية الكاملة لها.
وكانت مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا احتفت بالمعمرة التايلندية بحضور عضو مجلس الإدارة المشرف على مجلس حجاج الصين وتايلند والفلبين والعلاقات العامة والإعلام محمود بن عقيل دمنهوري الذي قال إنَّ جميع الحجاج الذين تتشرّف المؤسسة بخدمتهم هم محل عناية واهتمام كامل من قبل المؤسسة ومجموعاتها الخدمية، مبيِّنًا أنَّ المؤسسة تضع ضمن خططها التشغيلية والتنفيذية بدعم ومؤازرة من وزارة الحج والعمرة توفير الرعاية والعناية الكاملة بكبار السن والعجزة من ضيوف الرحمن وتقديم يد العون والمساعدة لهم في رحلتهم الإيمانية ليتمكنوا من أداء الفريضة على أكمل وجه سائلًا الله- عز وجل- أن يوفق الجميع لما فيه خدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام.