الأسواق الشعبية والتراثية بمنطقة نجران تضيف خلال شهر رمضان المبارك حضورًا مبهجًا بما تحمله من حفاظ للعادات والتقاليد والموروث.
وتزخر هذه الأسواق بالعديد من المنتجات التراثية والمصنوعات اليدوية بجاذبية تملأ الأعين جمالًا عميقًا متصلًا بالموروث منقولًا بالشكل والمضمون.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن المواطن علي بن محمد بن سروان والذي يعمل بالسوق الشعبية على خياطة الثياب التراثية للرجال والنساء والأطفال، أنه تعلم هذه المهنة من والده واستطاع خياطة أول ثوب وعمره لم يتجاوز الـ15 عامًا، مبينًا أنه من المتعارف عليه قديمًا الخياطة اليدوية بالخيط والإبرة.
وتحدث ابن سروان عن أنواع الملابس القديمة التي تشتهر بها نجران ومنها «المزندة والمكمم» وتلبسها النساء، وكذلك «المذيّل» الذي يعد من أشهر الثياب، ويستخدم حتى الآن في المناسبات.
وتقع الأسواق الشعبية بنجران بالقرب من قصر الإمارة التاريخي،
وتنتشر في جنبات السوق الشعبية العديد من محال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مثل: صناعة الفخار والحجر الصابوني والصناعات الخشبية وصناعة الحلي والخناجر والجنابي والنسيج والحياكة والصناعات الجلدية التي يعد أبرزها الميزب، وهو يستعمل لحمل الطفل الرضيع، ويحمل على الكتف عند الحاجة، ويتم صناعته بأساليب مختلفة، كما أنه مزود بزخارف جميلة، كذلك المسبت، وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، ويتفرع من الخلف إلى جزأين يوضعان على الكتفين، والزمالة، وهي حاوية كبيرة تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة.
والأسواق الشعبية بنجران لا تقتصر فقط على البيع والشراء، بل هي متنفس رائع يتجول فيها الزوار خلال أيام وليالي الشهر الكريم، ويلتقي فيها الناس في أجواء تتسم بالفرح والبهجة، لما تحمله من ملامح لجوانب التطور التاريخي والاقتصادي والثقافي للمجتمع، وتُظهر كيف كان ذلك المجتمع في فترات تاريخية متنوعة مركزًا حيويًا اقتصاديًا مهمًا .