جاء ترشيح المملكة، ومن ثمَّ فوزها بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، اليوم الأربعاء، بتوجيه ومتابعة مستمرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كما أنه أتى بعد جهود كبيرة بذلتها المملكة في الحملة الانتخابية المصاحبة، التي تضمَّنت إطلاق مشاريع ومبادرات قصيرة المدى بين المؤسسات السعودية غير الربحية واليونسكو؛ منذ بداية أبريل 2018.
سبق وأن أعلن مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، ممثلًا في مبادرة الزمالة والتدريب، عن بدء التسجيل في برنامج «مسك- اليونسكو للتدريب التعاوني»، الذي يمنح الطلاب والطالبات حديثي التخرج، فرصة التدرب على واحد من مجالات عمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، والحصول على فرصة وظيفية لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التربية والعلم والثقافة تحت مظلة المنظمة.
كما نظَّمت «مسك» منتدى اليونسكو الدولي للمنظمات غير الحكومية تحت شعار «الشباب وتأثيرهم الاجتماعي»؛ نظرًا للدور الريادي الذي تقوم به المؤسسة في مجال العمل غير الربحي، وما تطلقه من مبادرات لنشر المعرفة وتمكين الشباب، وإبراز تأثيرهم الإيجابي في تنمية المجتمع، فيما أبرمت المبادرة اتفاقية شراكة مع المنظمة الأممية تُفضي إلى تصميم وإطلاق برامج مشتركة في مجالات التعليم والثقافة، والإعلام ودعم الشباب، فضلًا عن تطوير المشاريع المشتركة، ووضع آلية استشارات متبادلة بين الجهتين، وتكامل الجهود نحو تحقيق أهداف تنموية تتعلق بتطوير القدرات البشرية، وإيجاد المجتمعات المعرفية.
توجت تلك الشراكة في العام الذي يليه 2016، بتوقيع مذكرة تعاون بين المؤسسة والمنظمة لتمكين الشباب حول العالم، وتوالت البرامج المشتركة بين اليونسكو والسعودية عبر «مسك»؛ لتستضيف الرياض منتدى المنظمات غير الحكومية في عام 2017، وترعاه في 2018 عندما أقيم في العاصمة الروسية موسكو.
ويقول مراقبون، إن الفوز ليس مستغربًا على المملكة، فهي من الدول المشاركة في تأسيس المنظمة منذ عام 1946، وأسهمت من حينها إلى اليوم في مبادرات ومشاريع المنظمة، كما تأتي العضوية استحقاق لهذا الالتزام، ويعكس جهود المملكة في المبادرات الثقافية والمعرفية المتوافقة مع دور المنظمة، وتأكيدًا على سعيها نحو تحقيق رؤية 2030، واستمرارها في بناء الجسور الثقافية وحماية الموروث التاريخي وتعزيز الابتكار بمساندة الدول.
يُذكر أن المملكة كانت واحدة من 20 دولة اجتمعت في لندن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لتأسيس اليونسكو لنشر السلام في العالم، كما سجَّلت المملكة أول موقع أثري على قائمة اليونسكو وهو موقع الحجر مدائن صالح، والتزمت بتخصيص 25 مليون دولار أمريكي لتمويل برامج اليونسكو الاستراتيجية وأعمالها المعنية بالحفاظ على التراث، من خلال التوقيع على خطاب إعلان النوايا يوم 12 يوليو 2019.