
"لم تكن تدري الفتاة بُشرى وهي تقطع المسافات بينها وبين أخويها هرعًا لنجدتهما، أنها في سبيلها لمرافقتهما للدار الآخرة".. كلمات ترسم إحدى مشاهد حادث غرق سيدة وأبنائها الثلاثة في مستنقع مائي بمهد الذهب.
ويسرد ماجد بن زويد، أحد أقارب الأسرة، تفاصيل الحادث، قائلاً: "بينما كانت الأم مع أبنائها في زيارة لمنزل جدّتهم، نزل اثنان من الأبناء للمستنقع المائي بغرض السباحة، وفجأةً سمعت شقيقتهما صوت استغاثتهما، فحاولت نجدتهما ومساعدتهما لكن دون جدوى، فغرقت الفتاة مع أخويها؛ بسبب عمق المياه في المستنقع، والذي يبلغ قرابة 3 أمتار".
وأضاف: "حضرت الأم بحثًا عن أبنائها، وألقت بنفسها بالمستنقع لمحاولة نجدتهم، لكنها غرقت معهم، قبل أن تحضر الجدة ويتم الاتصال بالدفاع المدني الذي حضر واستخرج الجثث بعد ساعة من البحث عنهم".
وطالب بن زويد الجهات المعنية بضرورة الالتفات للموقع وردم المستنقعات التي تهدّد حياة السكان، فمخلفات الأمطار والسيول تمثل خطرًا على السكان.
أما الأب منيف المطيري، فقال: "تلقيت نبأ ما حدث للأسرة عبر اتصال هاتفي، كوني خارج المنطقة، ذهبت زوجتي نجاح وولدي فهد وعادل، وابنتي بشرى إلى رحمة الله، ونحن صابرون على قضاء الله وقدره، ونسأل الله الصبر والسلوان".
من جانبه أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني بالمدينة المنورة العقيد خالد مبارك الجهني، أنَّ المستنقع بعمق 3 أمتار بوادي المخاضة في محافظة المهد، لافتًا إلى أنه تم توجيه فرق الدفاع المدني وعند الوصول للموقع نزل الغواصون إلى عمق 3 أمتار بالوادي، واتضح وجود 4 أشخاص داخل المستنقع.
وأضاف: "تم انتشالهم متوفين، وهم 3 أطفال ووالدتهم، وتمّ نقلهم لمستشفى مهد الذهب حسب الاختصاص، ونسأل الله العلي القدير لهم الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان".
وشهد أمس الأحد، مستنقع مائي بمهد الذهب غرقَ سيدة وأبنائها الثلاثة.