الحلول مفتوحة المصدر تقود رحلة التحول الرقمي للقطاع العام في المملكة

الحلول مفتوحة المصدر تقود رحلة التحول الرقمي للقطاع العام في المملكة

قالت مجموعة بوسطن الاستشارية إنّ أكثر من 56 مليون مطوّر عملوا في عام 2020 وحده على تطوير 140 مليون مشروع جميعها مدرجة على موقع "جت هاب" GitHub، المنصة الرائدة للتعاون مفتوح المصدر ليبلغ إجمالي المساهمات أكثر من 1,9 مليار مساهمة.

وقد أصبحت حلول المصادر المفتوحة المطوّرة تسيطر عالمياً على هذا التحوّل بشكل مشابه لما قامت به تقنيات السحابة والبلوك تشين التي غيّرت قواعد العمل في قطاع تقنية المعلومات. ووفقاً لما ذكره محافظ هيئة الحكومة الرقمية في المملكة إلى أنه من المتوقع أن تساهم البرامج الحكومية مفتوحة المصدر في المملكة العربية السعودية بخمسة مليارات ريال سعودي (1,3 مليار دولار) في الاقتصاد الرقمي للمملكة خلال السنوات الأربع القادمة حتى عام 2026.

ومن المتوقع أن يصبح الابتكار الرقمي هو المستقبل على مستوى الدول كافة وفي المملكة العربية السعودية التي تسير على الطريق الصحيح في بناء اقتصاد رقمي قوي بهدف إعادة تحديد قدراتها التنافسية العالمية وتعزيز المبادرات التي تؤسس اقتصادات قائمة على المعرفة.

ولقد كانت البرامج مفتوحة المصدر من الدوافع الأساسية للتحول إلى عالم تكنولوجيا المعلومات القائم على السحابة بشكل كامل، وسيعمل هذا التغيير في التحول الرقمي على تعزيز أعمال الابتكار وتحسين تجربة العملاء في جميع أنحاء المملكة بما يتلاءم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وأشار مسلم دالاتي، المدير العام لشركة "لايف راي" الشرق الأوسط إلى أنه: "لا يمكن لأي مؤسسة أن تواكب بمفردها وتيرة الابتكار الذي توفره المصادر المفتوحة". ومن المتوقع أن تكون الحلول مفتوحة المصدر هي المحرك الكامن لحدوث اندفاع عالي الوتيرة في ابتكارات تكنولوجيا المعلومات مما سيؤدي إلى حدوث نمو اقتصادي وتنمية في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى تخفيض اعتمادها على النفط أيضاً. وأضاف مسلم دالاتي قائلاً: "ليس مستغرباً أن يختار التسارع الحكومي نحو التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية حلولاً مفتوحة المصدر لإطلاق ابتكارات متطورة سوف تعيد تحديد القدرة التنافسية للمملكة عالمياً. وقد اختارت المملكة العربية السعودية تحسين إمكانيات المصادر المفتوحة من أجل بلوغ المدى الذي توفره تلك المصادر في كافة التقنيات للتطبيقات الخاصة في هذا القطاع مثل تطوير مواقع الويب وإدارة السحابة والأمن والبيانات الضخمة وعلم التحليل وقواعد البيانات على سبيل المثال. وليس من المستغرب أن يكون هذا الشيء الموضوع المحوري للنسخة الافتتاحية من مؤتمر "ليب" LEAP التقني الدولي الذي انعقد في المملكة العربية السعودية".

وقال علي الشامي، المدير الاقليمي لشركة "ريد هات" Red Hat: "أصبح الاعتماد على التقنيات الناشئة مثل المصادر المفتوحة أحد الأولويات بالنسبة للمؤسسات والتي تسعى لتحقيق تحولها الرقمي. وتكتسب البرمجيات مفتوحة المصدر قوتها وزخمها من المطوّرين الذين ينتمون إلى مجتمعات متنوعة حول العالم، وهذا هو السبب الذي جعلنا نعمل لأكثر من 28 عاماً في الاستثمار في المشاريع والتقنيات المفتوحة وفي حماية الملكية الفكرية للمصادر المفتوحة والدفاع عنها وتوظيف بعض المطوّرين الذين يشاركون بشكل فعال في المشاريع المفتوحة عبر قطاع تكنولوجيا المعلومات، وهذه التجربة تساعد في إغناء نموذج التطوير الخاص بنا لإنتاج تقنيات أكثر ابتكاراً وتواتراً".

تم تطوير أول تكنولوجيا مفتوحة المصدر منذ أكثر من ثلاثة عقود وقد حصلت هذه التكنولوجيا تدريجياً على الدعم خلال تلك العقود. وقد كانت جائحة كوفيد-19 نقطة تحول في هذه التكنولوجيا حيث عملت الشركات جاهدة للحفاظ على صمودها بسبب سياسات الإغلاق وبسبب العديد من التحديات التشغيلية الأخرى وبالتالي بدأت الشركات التي لم تستثمر في مجال التحول الرقمي قبل حدوث الجائحة تعاني من ذلك، وكانت الهجرة نحو الحلول مفتوحة المصدر وسيلة مضمونة وسريعة لمواجهة تلك المعاناة، وقد أدركت الشركات فوائدها وشهدت ذلك على المدى القصير واستمرت في الاستثمار في المصادر المفتوحة المطوّرة بسبب تلك المزايا التي من ضمنها:

الابتكار: كان الابتكار السبب الرئيسي للشركات لاختيار مصدر مفتوح مطوّر، فجميع الابتكارات الحديثة الموجودة على السحابة أو إنترنت الأشياء أو الذكاء الاصطناعي أو البيانات الضخمة أو "بلوك تشين" قد انبثقت أو تم تطويرها على أنظمة مفتوحة المصدر وبالتالي فهي تُعتبر الدافع الأكبر للابتكار.

السرعة والأمان: تُعتبر السرعة والأمان من المتطلبات الحيوية للمؤسسات عند إختيار البرامج، ولهذا السبب فإن درجة الأمان تمثل اليوم أولوية قصوى بالنسبة لمطوّري التطبيقات مفتوحة المصدر. كما و تتسارع الشركات في قطاع الأعمال من أجل التحوّل والابتكار، فالسرعة في تطوير التطبيقات باستخدام تكنولوجيا مفتوحة المصدر لا منافس لها. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد مؤسسة أو شركة أو حكومة تساوم بأمن بياناتها، والحلول مفتوحة المصدر توفر مستويات عالية من الأمان لمستخدميها. لذلك، فقد أدرج كل من برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسّر" وبرنامج التحول الوطني هذا في أجنداتهما للتحول الرقمي كبديل موثوق وتحويلي للأنظمة التقليدية.

من الصعب جداً إجراء أيّ تغيير أو تجديد بدءاً من الصفر مع وجود مصفوفة متنوعة من الأنظمة القديمة في موقع العمل، وعلى السحابة أيضاً، خاصة بالنسبة للمؤسسات الكبيرة مثل الهيئات الحكومية والمصارف وشركات التأمين التي لها فروع في مناطق جغرافية مختلفة. ومع الميزات التي تتمتع بها المصادر المفتوحة كالتكيّف والمرونة والتكلفة، فإن الحلول تتناسب تماماً من خلال توفير تلك المرونة بتكلفة أقل من أجل حشد الحلول وواجهات برمجة التطبيقات المتوفرة في الأنظمة الأخرى لتتكامل بسهولة للحصول على تجارب أفضل ولإضفاء طابع شخصي عليها وللتكيف مع التوقعات المتغيرة والتقنيات الجديدة مما يجعلها باعثاً للابتكار ولتكامل التقنيات المستقبلية الجديدة التي سوف تصبح سبّاقة إلى الأسواق من أجل تجارب جديدة للعملاء.

لقد أصبح ضمان مستقبل قائم على الابتكار من الأمور الحتمية، وليس مستغرباً أن شركات مثل "ريد هات" Red Hat و"لايف راي" Liferay، وكلاهما من الشركات العالمية الرائدة في مجال الحلول مفتوحة المصدر، قد نجحت في تقديم حلول متكاملة مفتوحة المصدر لعملائها لضمان ازدهارها المستمر وكمصدر للميزة التنافسية للشركات المستقبلية. وفي الوقت الذي حظيت فيه المصادر المفتوحة بشهرة واسعة بكل تأكيد، إلا أن هناك الكثير مما ينبغي القيام به لضمان مستقبل مزدهر للابتكارات مفتوحة المصدر.

ويبدو من الواضح أن حلول المصادر المفتوحة قد أصبحت مهيأة لقيادة الطريق مما يوفر أرباحاً لكل من المشتري والبائع على حد سواء، ولذلك فهي تكتسب ريادة في هذا العالم المفتوح للتكنولوجيا. إذاً، أيُّ مؤسسة الآن لا ترغب في الاستفادة من المكاسب التنافسية التي يمكن أن توفرها تقنيات المصادر المفتوحة اليوم؟.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa