بـ«الاستجابة السريعة».. هكذا تغلبت السعودية على جريمة بقيق وخُرَيص

مسؤولو ومهندسو وعمال أرامكو لعبوا دورًا بطوليًا..
بـ«الاستجابة السريعة».. هكذا تغلبت السعودية على جريمة بقيق وخُرَيص
تم النشر في

لم تأت تصريحات وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، بعد جريمة إيران ضد معملي بقيق وخريص، العام الماضي (تحل ذكراها الأولى، اليوم الإثنين)، من فراغ وهو يؤكد أن «صادرات السعودية النفطية، ودخلها من هذه الصادرات لن تتأثر بالاعتداءات»، موضحًا، حينها، أن شركة أرامكو السعودية «ستفي بكامل التزاماتها مع عملائها في العالم من خلال المخزونات، ومن خلال تعديل بعض أنواع المزيج، مع قدرة المملكة على العودة السريعة للإنتاج، 11 مليون برميل نفط يوميًا»، وفق تأكيداته بعد الجريمة الغادرة التي نفذتها طهران ووكلائها.

ولأن المملكة كانت على قناعة بأن الاعتداء على بقيق وخريص يمثل استهدافا لسوق الطاقة العالمية، وليس السعودية وحدها، فقد بادرت السعودية باستحضار خبراتها المتراكمة من خلال مسارعة شركة «أرامكو السعودية»، بإصلاح الأضرار التي خلفتها الهجمات التي تعرض لها معملا بقيق وخريص.

وأكد مسؤولو أرامكو، حينها، قدرة الشركة على تجاوز هذا العمل التخريبي في بقيق وخريص (اللذين يتوليان معالجة وتنقية نحو 5.7 مليون برميل يوميًا)، وفق أحدث الأنظمة العالمية في التعامل مع الأزمات، وذلك من خلال ورش عمل دائمة ومستمرة وللتأكد من إنجاز أعمال الإصلاح في كل المواقع بشكل فني وبمراحل عمل لا تتوقف؛ حيث لعب مسؤولو ومهندسو وعمال أرامكو وشاهدوا الجهود التي بذلتها الشركة في سبيل إعادة تشغيل المعامل، وأعمدة الإنتاج المستهدفة، من خلال الدور الذي أسهمت به خطط الطوارئ في تجنيب الاقتصاد العالمي أزمات اقتصادية بعد استهداف عصب التجارة العالمية.

وتم ذلك من خلال سرعة الاستجابة وتفعيل خطط الطوارئ من قبل رجال الأمن الصناعي بأرامكو، فضلا عن الدعم الكبير والمساندة المستمرة من الأجهزة الأمنية المختصة أظهرت العمل المؤسسي لمنظومة أمن المرافق الحيوية في البلاد، مع ارتفاع نسبة التزام المرافق الحيوية بتعليمات الهيئة العليا للأمن الصناعي في مجالات السلامة والوقاية من الحريق والاستجابة للحالات الطارئة.

واستعاد معمل بقيق 30 % من إنتاجه بعد 24 ساعة من الاستهداف (نحو 360 ألف برميل نفط يوميًا)، وكانت الهجمات الأربع أدت إلى انفجار وتهشم خطوط أنابيب الضخ، فيما تمت إعادة بناء جزء كبير منها بعد ستة أيام من الاستهداف عبر العمل المتواصل، بعدما نجح المئات من المهندسين والفنيين في نقل المعدات التي تعرضت للتدمير ويستبدلون جديدة بها عبر شاحنات وعربات ثقيلة.

وأمام تعرض ثاني أضخم معمل نفطي في العالم للعدد الأكثر من الاستهدافات بـ18 ضربة، أدت إلى توقف العمل في عدد من الخطوط والخزانات، فقد سارعت أرامكو بإعادة ترميم الأنابيب والخزانات التي تعرضت إلى التدمير؛ حيث كان الاستهداف في ثلاثة مواقع، خزانات مياه، وخزانات غاز، وخط لفصل الغاز عن الكبريت والذي تعرض إلى نحو 5 ضربات أدت إلى توقفه عن العمل، فيما يعمل خط آخر لفصل الغاز عن الكبريت.

وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو، أمين ناصر (أثناء إشرافه، حينها، على فريق الاستجابة للطوارئ الذي كان يعمل على إخماد 10 حرائق متزامنة): إن «إخماد كل هذه الحرائق مع وجود نفط وغاز في هذه المنشآت وخزّانات محترقة، في أقل من 7 ساعات دليل على أن شركة ارامكو الأكثر موثوقية في العالم.. نحن قادرون على التوصيل حتى في أسوأ الحالات».

ونجح الناصر ومساعدوه، آنذاك، في استنهاض همم فريق الاستجابة للطوارئ، موضحا أن شركة أرامكو السعودية باتت «أقوى من ذي قبل.. لا شك أن المعتدين كانوا يرغبون في رؤيتنا منكسرين مزعزعين، ولكن بفضل الله كان لتلك الاعتداءات التي استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي وزعزعة صناعة النفط السعودية من خلال تدمير بنية أرامكو السعودية، كان لها أثر إيجابي لم يحسب له المعتدون حسابًا.. بات وطننا العزيز، ومنه نحو سبعين ألف موظف وموظفة في الشركة، على غير ما أراد أعداؤنا، أقوى من ذي قبل».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa