السعودية وإيران
السعودية وإيران

السعودية وإيران يطويان صفحة أطول قطيعة دبلوماسية برعاية صينية.. محطات في تاريخ علاقات البلدين

بعد مرور قرابة 7 أعوام على أطول قطيعة دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، طوى البلدان اليوم الجمعة، صفحة الخلافات، بالاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارات البلدين في مدة أقصاها شهران.

عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران اليوم، جاءت بوساطة صينية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية.

وبحسب البيان الثلاثي المشترك لكل من السعودية وإيران وجمهورية الصين، فإن الفترة من 6 - 10 مارس 2023م شهدت مباحثات في بكين، بين وفدي السعودية وإيران، برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في السعودية، والأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران.

مفاوضات انتهت إلى الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بالتأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

كما اتفاق البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 22/1/1422هـ، الموافق 17/4/2001م والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2/2/1419هـ الموافق 27/5/1998م.

تلك المفاوضات كانت الصين طرفًا رئيسًا فيها، بعد أن حاول العراق على مدار السنوات الماضية بذل جهود في هذا الصدد، قال عنها رئيس حكومته محمد شياع السوداني مؤخرًا، إنها ستفضي إلى حل قريب.

لكن ماذا نعرف عن تاريخ العلاقات السعودية- الإيرانية؟

اتخذت المملكة العربية السعودية في يناير 2016، قراراً بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بعد احتجاجات انطلقت أمام القنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران، في أعقاب تنفيذ المملكة حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي المعارض، نمر النمر.

إلا أن قطع العلاقات بين السعودية وإيران لم يكن المرة الأولى التي تقطع فيها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؛ ففي عام 1943، قطعت علاقات البلدين؛ لكنها عادت بعد 3 سنوات من القطيعة وتحديدا عام 1946.

المرة الثانية التي قطعت فيها علاقات البلدين، كانت في عام 1987، في أعقاب أحداث الحج، والتي أدت إلى مقتل 402 شخصا، بينهم 85 مواطناً ورجل أمن سعوديا، و42 من بقية الحجاج. أما المصابون فبلغ عددهم 649 جريحاً، من بينهم 145 رجل أمن ومواطنا، و201 حاج غير إيراني.

ووقعت تلك الأحداث بعد المواجهات حدثت بين الحجاج الإيرانيين وقوات الأمن السعودي، إثر مسيرة «البراءة من المشركين» التي نظمتها بعثة الحج الإيرانية، ورفعت فيها شعارات سياسية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية، في شعارات تعتبرها المملكة منافية لأهداف الحج التعبدية، إلا أن العلاقات عادت بين البلدين عام 1991، أي بعد نحو 4 سنوات من القطيعة.

الدور الصيني يتعاظم في المنطقة

ظهور الدور الصيني في حل الأزمة بين أكبر دولتين بالمنطقة، كان له دلالات مختلفة، حيث يتعاظم لتستحوذ بكين على مساحة أكبر في دورها الإقليمي.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa