
فرحة جني المحصول لم تتم بفقدهم صاحبه، الذي توفي إثر انقلاب سيارته في طريق قرية المحاماة بال نخيف بالداير، والذي طالما نادي بـ"سفلتته "، قصة قصيرة، تلخص حياة مزارع ظل يحلم باليوم الذي يجني فيه محصوله، وفي نفس الوقت، بتحقيق مطالبه بسفلتة طريق قريته، إلا أنه توفي وأحلامه البسيطة لا زالت حبيسة الأوراق.
فمزارع البن في الداير، يحيى مسعود النخيفي المالكي، لم يمهله القدر لأن يشارك في تظاهرة البن بمهرجان البن السادس بالداير ويعرض محصوله أمام راعي المهرجان أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز ونائبه، مساء السبت القادم.
الطريق الذي طالما نادى المزارع بإعادة سفلتته، في كل تظاهرة للبن، محذرًا من خطورته، وافته المنية وشقيقته وهما يجازفان بمرور هذا الطريق؛ كونه الوحيد المؤدي إلى قريتهم ومزارع البن والذرة.
وكان النخيفي يستعد للمشاركة بمحصول البن هذه العام في مهرجان البن الذي يرعاه أمير المنطقة بحضور نائبه، إلا أن المنية كانت أسرع.
"عاجل" التقت أبناء المزارع الذين يلتفون حول محصول أبيهم، وأقاربه الذين يشاركونهم في جنيه، مشيرين إلى أن فرحة جني المحصول انطفأت بقطف ثمار والدهم، مشيرين إلى أن الفقيد طالب مرارًا وزارة الطرق وبلدية الداير، وصدر قرار بسفلتة الطريق من المجلس البلدي عام ١٤٣١هـ، إلا أنه لم ينفذ.
ورصد مقطع فيديو، المزارع في نسخة مهرجان البن الرابع وهو يطالب المسؤولين بتنفيذ قرار سفلتة الطريق، الذي لم ينفذ إلى الآن، قائلًا حينها إنه لم يستطع الحضور إلى المهرجان إلا بنصف المحصول بسبب وعورة الطريق.
وقرية المحاما بآل نخيف إلى جانب أنها تحوي مخزونًا زراعيًا متنوعًا، فهي تمثل إرثًا تاريخيًا كبيرًا لأهالي آل نخيف؛ لما بها من قلاع أثرية وحصون حجرية ضاربة في جذور التاريخ