أتمت دار مزادات بريطانية شهيرة، عملية بيع «دينار عربي»، نادر، مصنوع من الذهب الخالص، بـ4.7 مليون دولار. وكانت دار مزادات «Morton & Eden» اللندنية، قد حددت سعرًا مبدئيًّا 1.77 مليون دولار أمريكي لبيع الدينار، وهو أعلى سعر مبدئيّ لسلعة يتم بيعها في هذه الدار على مدار تاريخها، نظرًا للقيمة الأثرية والعلمية الكبيرة لـ«الدينار» المعروض.
ويحمل «الدينار»، على أحد وجهيه عبارة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، محاطة بجملة مكتوبة على هيئة إطار، تقول «محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله»، ويحمل الوجه الآخر عبارة «الله أحد الله الصمد معدن أمير المؤمنين بالحجاز»، محاطة بجملة أخرى مكتوبة حولها بشكل دائري «بسم الله ضرب هذا الدينار سنة خمس ومئة».
وقالت صحيفة «Daily Mail»، الإنجليزية في وقت سابق، إن هذه العملة تعتبر واحدة من اثني عشر دينارًا موجودة حاليًا في العالم، يتواجد معظمها في مجموعات خاصة ببعض الأثرياء من جامعي التحف أو ضمن مقتنيات المتاحف، بينما يعتبر هذا الدينار هو ثاني عملة إسلامية تباع بالمزاد.
وتعتبر هذه العملة ذات قيمة مادية ومعنوية كبيرة؛ حيث يرجع تاريخها لسنة 623 ميلادية -105 هجرية- في عهد الدولة الأموية، وهي مصنوعة من الذهب المستخرج من منجم كان تابعًا للخليفة الأموي، بمنطقة «معدن بني سليم»، بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ويقال إن العملة التي تم بيعها تسمى «دينار 77»، لأن الخليفة الأموي الخامس، عبدالملك بن مروان، سكه في دمشق ذلك العام الهجري المصادف 690 ميلادية، قبيل الفترة التي كانت الدولة الأموية إمبراطورية ممتدة من الشرق إلى الجنوب الإسباني في الأندلس.
و«دينار 77»، يعد بحسب الخبراء أول دينار إسلامي صرف تمامًا، وكان بداية لمرحلة الاستقلال الاقتصادي للمسلمين عن الدولة البيزنطية، وقطر العملة 20 ملم ووزنه 4.25 جرامات ذهب عيار 22، وسكه تم في مكة، حين قام الخليفة بزيارة المنجم الذي يتم منه استخراج الذهب منه.