سلط حادث تعرض طفل للمهاجمة من الكلاب الضالة في الأحساء، الضوء على حوادث مماثلة شهدتها السعودية خلال الأشهر الماضية، وسط توجيهات حكومية بضرورة وضع حلول عاجلة لتلك الأزمة.
ولقي طفل يدعى تركي عبد الرحيم محمد مصرعه، أمس الاثنين، بعدما هاجمته الكلاب الضالة في الأحساء، غير أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذا تكررت على مدار الشهور الماضية في مدن الرياض وبريدة وغيرها.
وقال عبد الرحيم محمد والد الطفل تركي إنه صحب عائلته يوم الحادث إلى البحر وفي تمام الساعة 4:45 عصرًا، لكنهم فوجئوا بكلب متوسط الحجم وبعد 5 دقائق تجمع حول تركي 15 كلبًا وهاجموه ولم يتمكن من إبعادهم عنه.
وأضاف عبد الرحيم لـ«الإخبارية» أنه اتصل بالإسعاف التي استغرق وصولها ساعة حتى جف دم ولده الذي نهشته الكلاب الضالة، وتم نقله إلى مستشفى الملك فهد، الذي ظل بها أسبوعين إلى أن توفي أول أمس الأحد».
وطالب والد الطفل تركي الذي قتلته الكلاب الضالة، أمانة الأحساء بوضع حد لخطر تلك الكلاب، مع توفير سيارات الإسعاف على شاطئ العجيل للضرورة.
فيما قال المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، إنَّ الأمانة تتلقى عددًا من البلاغات بشأن وجود كلاب ضالة داخل الأحياء.
وتابع «الصفيان» لـ«الإخبارية»، أن الأمانة تباشر البلاغات الواردة إليها وتجمع الكلاب الضالة من خلال الشبكات؛ لإبعادها خارج المدن وفق لوائح وأنظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.
وكانت أمانة الأحساء والجهات المختصة ومكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بادروا لوضع حل مؤقت لصيد الكلاب الضالة، وتوقفت أمانة الأحساء؛ وذلك بسبب ملاحظات شرعية وملاحظات أخرى من قبل «جمعية الرفق بالحيوان» استنادًا إلى أن الصيد قد يضر بالبيئة.
وقبل نحو شهر من واقعة مصرع الطفل تركي، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في 24 إبريل 2021 مقطعًا يوثّق مهاجمة كلاب ضالّة لأحد الأطفال في بريدة بمنطقة القصيم.
وظهر بالفيديو، طفل صغير يمشي وحيدًا في الشارع الخالي، قبل أن يهاجمه كلبان ضالان، لتتوقف سيارة وينزل قائدها منها لحماية الطفل وإنقاذه في آخر لحظة، فيهرب الكلبان بعيدًا.
وفي منتصف مارس الماضي، لقيت الطفلة شهد التي لم يتجاوز عمرها السنتين ونصف حتفها بحي الواشلة بالرياض بعدما نهشتها 5 كلاب ضالة على مرأى من والدتها.
وقال عم الطفلة حينها لـ«قناة العربية» إن والدة شهد فقدت ابنتها لدقائق معدودة، حيث خرجت من الاستراحة، التي اجتمعت فيها العائلة بضاحية الواشلة جنوب غربي الرياض للبحث عن طفلتها لتجد الكلاب تنهش جسدها.
وأضاف أن الطفلة خرجت من الاستراحة لدقائق معدودة، وتم البحث عنها من قِبَلِ أفراد الأسرة كافة يوم الجمعة الماضي؛ لتتفاجأ الأم بتجمع 5 كلاب ضالة على طفلتها وهي تنهش في جسدها الصغير والدماء تسيل على الأرض.
وطالب عم الطفلة شهد التي نهشتها الكلاب الضالة الجهات المختصة بالقضاء على الكلاب الضالة في المنطقة حماية لأطفالنا ودفعاً لخطرها، لا سيما أن المنطقة تشهد حضوراً مكثفاً للعوائل وأطفالهم في الإجازات الأسبوعية.
وبعد أيام من تلك الحادثة المروعة، شهدت محافظة الأفلاج التابعة لمنطقة الرياض حادثا جديدا، حيث هاجم كلب ضال طفلا هناك.
وكان الطفل يلعب مع رفاقه في أحد أحياء الأفلاج، ليفاجأ بكلب ضال ظن الطفل أنه أليف، وعندما اقترب منه، حاول الكلب افتراسه ما تسبب في إصابته بجرح عميق في الرأس، ونقل متأثرا بإصابته إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي أعقاب حادثة مقتل شهد، شدد أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، على ضرورة سرعة معالجة قضية الكلاب الضالة في كل أنحاء الرياض والأحياء الطرفية والمطلة على الأودية في المنطقة حتى لا تتكرر هذه الحادثة مرة ثانية.