تتسم علاقة المملكة العربية السعودية والأردن بالعُمق والرسوخ والثبات منذ أزل التاريخ؛ فالعلاقات التي تربط البلدين والتي يقودها كُلٌ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله- والملك عبد الله الثاني ابن الحُسين، قد أخذت مسارًا مُتميزًا وراسخًا بين القيادتين والحكومتين؛ ما أثمر التوافق الدائم بين المصالح المشتركة للمملكتين الشقيقتين.
وتكشف زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد للأردن عن حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربيّة والإقليميّة والعالميّة؛ حيث تأتي الزيارة بعد نحو شهر من مباحثات هاتفية أجراها ولي العهد مع الملك عبدالله الثاني، تناولت العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وآخر المستجدات في المنطقة والعالم.
وأكد الملك عبدالله الثاني خلال المباحثات التي أجراها مع ولي العهد في وقت سابق على أهمية إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والحرص على توسيع التعاون الثنائي.
وتكتسب جولة ولي العهد، أهمية خاصة كونها تأتي قبيل أقل من شهر من قمة جدة 16 يوليو المقبل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي دعا إليها الملك سلمان بن عبدالعزيز وتضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ولم تتوان المملكة العربية السعودية عن فتح أبوابها للكفاءات الأردنية المتميزة من أطباء ومدرسين واقتصاديين ورجال أعمال، كما كان لإسهامات الصندوق السعودي للتنمية في دعم الكثير من المشاريع في الأردن كبير الأثر، إذ تُعدُ السعودية ثالث أكبر دولة من حيث حجم الاستثمار في الأردن.
كما أن هناك تعاونا بين وزارة النقل الأردنية ووزارة النقل والخدمات اللوجيستية السعودية؛ حيث إنهما يسعيان إلى تذليل المعوقات والمشاكل كافة، التي تواجه الركاب والبضائع بين الطرفين والعمل على حرية انسياب الحركة التجارية والتسهيل على المواطنين.
واتخذت العلاقات السعودية الأردنية على الدوام خصوصية تتسم بالشفافية بفضل الروابط القوية والمتينة القائمة بين قيادتي وشعبي البلدين والتي تمتد في أعماق التاريخ مدعومة بمعطيات عديدة راسخة ومتجذرة، وقد شهدت هذه العلاقة تطورًا ونموًا كبيرًا عبر التاريخ في مختلف المجالات، فهي علاقات أخوية متينة وراسخة، توطدت عبر الزمن بحكم الهوية القومية والجغرافيا والوطن العربي الواحد، ولذلك كانت على الدوام علاقات تعاون وتنسيق وروابط إخاء ومودة دائمة.