اختتم منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين اليوم السبت، جلسته الأخيرة، التي تناولت موضوع «التزام الهيئات الدينية في الحد من مخاطر الكوارث» بصفة الهيئات والقيادات الدينية جهاتٌ مستجيبة وأساسية ومؤثرة في أوقات الاضطرابات والكوارث الطبيعية، بما في ذلك الأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد-19.
وهذه الجهات - بفضل سلطتهم الأخلاقية وإلمامهم بمجتمعاتهم - قادرون على توجيه إنذارات مبكرة وتخفيف المعاناة الإنسانية والمساعدة على التأقلم وتوفير القيادة عندما يتعلق الأمر بإجراء تغييرات مهمة على سلوك الناس ومواقفهم.
وفي عام 2020، لعبت الجهات الدينية الفاعلة دورًا مهمًا في الحفاظ على كرامة الإنسان ورفع روحه المعنوية وبناء شراكات عملية مع السلطات المحلية للتصدي بفعالية لجائحة كوفيد-19.
وتطرّقت الجلسة لمناقشة احتياجات الجهات الدينية وإنجازاتها في صدد الاستجابة للكوارث وفي النهوض بأهداف التنمية المستدامة.
وألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة العامة الخامسة، الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان بطريرك الأرمن الأورثوذكس لبيت كيليكيا، أوضح فيها أسباب الكوارث الطبيعية والبيئية ورأى أنّ أسباب الكوارث الطبيعية تكمن في الأعمال التي لا تراعي البيئة، ويتوجب على الجماعات الدينية أن يتولوا مسؤولياتهم لمعالجة جذور المشكلة، وتطوير منهج شامل يستفيد من التكنولوجيا والإنسانيات.
وأضاف، أنه وفقًا لتقدير الاستجابة لجائحة كوفيد 19 لم تكن منسقة أو متكاملة أو شاملة، وإن كانت الاستجابة الطبية بطيئة، وغير واضحة، لكن استجابة القيادات الدينية للكارثة مباشرة؛ حيث اتصلوا مباشرة عبر الإنترنت وطالبوا باتباع الإجراءات الطبية ونظّموا برامج الإغاثة.
وأكد، أن دور الدين يُعد جوهرياً، وبالنسبة لتخفيض الكوارث البيئية فإنّ الدين بإمكانه أن يلعب دورًا جوهرياً من خلال الإسهام في الجهود الهادفة نحو السلام والأمن من خلال بناء الشراكات على المستوى الشعبي وتوفير الموارد الإنسانية وتعزيز الوعي ورفعه من خلال التعليم الموجه نحو الإنسان.
وقد أدار الجلسة عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية سابقاً والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان «UNFPA» سابقاً، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً ثريا أحمد عبيد.
وأبانت عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية الدكتورة آمال الهبدان، أنّ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليس مؤسسة دينية إنما مؤسسة إغاثية وإنسانية تعمل لخدمة الإنسان دونما النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه معتمدًا في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية، مشيرةً إلى إسهامات مشروعات وبرامج المركز في حصول المملكة على المرتبة الأولى عربيًا، والخامسة عالميًا في تقديم المساعدات الإنسانية، والحادية عشرة عالميًا في ترتيب الدول المانحة، بفضل الله تعالى ثم دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين.
وأشادت الهبدان، بحرص المملكة بصحة العالم في ظل جائحة كوفيد-19، التي اجتاحت العالم، وتجسّدت في حكمة خادم الحرمين الشريفين، في أثناء ترؤسه القمة الاستثنائية العالمية الافتراضية لمجموعة العشرين، في خِضَمِّ الأحداث والتداعيات جراء تفشي جائحة كورونا وما حدث على مستوى العالم من تفاقم للحالات الصحية ونسبة الوفيات غير المعهود جغرافيًا، وعكست كلمته التزام المملكة الإنساني والأخلاقي لمجموعة العشرين G20؛ وبعث برسالة غاية في السمو من خلال غرس روح التضامن والتكاتف بين دول العالم لمواجهة جائحة كورونا المستجد بتداعياتها الحالية والمستقبلية كافة.
من جانبها، قالت رئيسة هيئة الجمعيات الخيرية والإغاثية في الكنيسة المرمونية شارون أوبانك: «إن لم نتمكن من تقديم الإغاثة سنعاني من أزمة جوع ولدينا 876 مشروعًا حول العالم».
وأضافت: «أحببت هذا التضامن الموجود وتقديم المعونة للآخر دون نظر لديانته أو عقيدته، وقد حصلت على الملايين من رسائل الشكر؛ حيث وفرت لنا هذه النشاطات تضامنا مع ملايين الناس، ومن الخطأ أن نترك شبكات الإغاثة للمنظمات الحكومية فقط ونحن كجمعيات دينية يمكن أن نقدم الطعام والغذاء وأن نكون محركا لتقديم الإغاثة للأطفال والأسر».
بدوره، أوضح رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر بن محمد حمزة حجّار، أنّ النظام المالي الإسلامي يعتمد على البرامج الموجودة في الإسلام، مثل: الزكاة والنظام المالي الإسلامي استثمار مهم وله دوره الهائل في التنمية، وعلى حسب تقرير 2016م عن معايير الأنظمة المالية فإنّ نظام الإسلام المالي في نمو ويواجه 9 من 17 هدفًا للتنمية المستدامة، ومن هنا فإنّ مواجهة التحديات تتعلق بزيادة المرونة والحد من الخطر والتغير المناخي، ونحن نتبع الاستراتيجيات التي تعزز التعاون الاجتماعي.
فيما عرض الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة الرؤية العالمية «وورلد فيجن إنترناشونال» أندرو مورلي، خلال حديثه مجموعة من صور الجهود الطبية والإغاثية التي قدمتها المنظمة، والمخاطر التي واجهتهم في أثناء تقديم المساعدات في جمهورية الكونغو، إنّ جهاز قياس الحرارة قد يكون مخيفا لهم، وأنّ ظهور الجائحة أدت لصدمة كبيرة للأطفال، ونريد أن نبني طرقًا مباشرة للمساعدات خاصة مساعدة الأطفال.
وذكرت البارونة إيما نيكولسون، عضو في مجلس اللوردات، المملكة المتحدة، أنه تم الحصول على بعض الدعم الجيد من مجلس اللوردات، وجمعوا بين العقيدة وعقائد أخرى، وحصلوا على دعم من مؤسسات وجمعيات دينية أخرى، وكانوا يراعون أن يعمل لديهم المسلمون ومنهم اليزيدون أيضًا وهم خبراء في مجال التعليم والهندسة والعلوم.
وأشار مدير البرامج الإقليمية للشرق الأوسط وأفريقيا للمعونات الإسلامية فضل الله ويلموت، إلى أنّ المعتقدات الدينية تؤثر على أغلبية الناس الذين يعيشون اليوم، وهناك تجارب حدثت في الهند وبنجلاديش وأفغانستان والصومال؛ حيث خطب يوم الجمعة حول التعامل مع الكوارث كان لها أثر كبير، وهناك برنامج مهم في بنجلاديش لحماية الأطفال، ولعبنا دورًا كبيرًا في مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
اقرأ أيضًا:
مجموعة الأعمال السعودية تستعرض أبرز إنجازاتها بأول رئاسة لها في الشرق الأوسط
مجموعة العشرين.. وزير المالية: تمديد اتفاقية إعفاء الدول الأكثر فقرا من خدمة الدين ستة أشهر