حصاد قطاع الترفيه السعودي في 2021.. مبادرات نوعية لجمهور يستحق المزيد

حصاد قطاع الترفيه السعودي في 2021.. مبادرات نوعية لجمهور يستحق المزيد

أوشك عام 2021 على كتابة فصوله الأخيرة، إيذانًا ببداية عام جديد مليء بالخير والأمل والتفاؤل، والبهجة والفرحة في ظل انتعاش قطاع الترفيه في المملكة.

وشهد قطاع الترفيه في المملكة خلال العام 2021 مبادرات وفعاليات وأنشطة، حازت على اهتمام العالم أجمع، لاسيما في ظل استمرار فعاليات موسم الرياض.

مبادرة صناع السعادة:

وكانت هيئة الترفيه قد أطلقت قبل أشهر، مبادرة "صناع السعادة"؛ والتي تهدف إلى تنمية رأس المال البشري في قطاع الترفيه، من خلال تدريب وتطوير أكثر من 100 ألف شاب وشابة في 6 برامج مختلفة.

وأوضحت الهيئة، أن "صناع السعادة" مبادرة جديدة أطلقتها الهيئة العامة للترفيه، متخصصة في تأهيل وتدريب وتطوير الكوادر البشرية في القطاع الذي يعد أحد أهم القطاعات في المملكة وأحدثها.

ووفقا للهيئة، تضمنت المبادرة 6 برامج؛ وهي: برنامج رحلة إبداعية حول المملكة وهو برنامج تم إطلاقه بالشراكة مع أكاديمية إم بي سي، يتخصص في البحث واستكشاف المواهب التي تصب في خدمة قطاع الترفيه، من خلال جولة على عدة مدن ومحافظات في المملكة.

الابتعاث في مجال الترفيه:

وأشارت، إلى أن المبادرة تتضمن أيضا برنامج الابتعاث؛ يهدف البرنامج إلى ابتعاث موظفين من قطاع الترفيه بالتعاون مع أفضل الجامعات العالمية الرائدة في مجال الترفيه، وبرنامج قادة الترفيه؛ ويهدف البرنامج إلى ابتعاث صناع القرار من المستوى القيادة التنفيذية في قطاع الترفيه للتدريب الفصلي في مجالات التطوير القيادي بالتعاون مع أفضل الجامعات في مجال التطوير القيادي والشركات العالمية الرائدة في قطاع الترفيه.

وتتضمن المبادرة برنامج زمالة الترفيه؛ يهدف البرنامج إلى ابتعاث موظفين من قطاع الترفيه للتدريب الفصلي والعملي في مجالات الترفيه بالتعاون مع أفضل الجامعات والشركات العالمية الرائدة في مجال الترفيه بهدف نقل المعرفة وتطوير قطاع الترفيه في المملكة، وبرامج الدبلوم في قطاع الترفيه، وانطلق البرنامج من خلال الدعم المقدم من الهيئة العامة للترفيه وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) للأكاديمية السعودية للترفيه (SEA)وذلك بالتعاون مع جامعة cote d'azure الفرنسية.

توفير 100 ألف وظيفة بقطاع الترفيه:

قطاع الترفيه ساهم أيضا في توفير آلاف من فرص العمل للسعوديين، وفي وقت سابق، أشار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، إلى أن عدد الشركات المشاركة والمنظمة في المواسم والفعاليات تجاوز 2300 شركة، والفعاليات 2500 فعالية، كما تجاوز عدد الزوار 75 مليون زائر، فيما بلغ عدد التراخيص 4400 ترخيص، وعدد الوظائف المباشرة 100 ألف وظيفة.

هذا وتمتلك المملكة العربية السعودية فرصًا لا تتكرر بصناعة الترفيه في ظل الدعم الذي تمنحه قيادتها لتلك الصناعة في رؤية 2030، وفي ظل النجاحات التي سجلتها هيئة الترفيه خلال عمرها القصير، الذي لا يتجاوز خمس سنوات، في اتخاذ العديد من الخطوات على الأرض التي تنذر بمستقبل واعد على مستوى الاستثمارات والإيرادات.

وتتوفر لصناعة الترفيه بالمملكة العديد من مصادر القوة الداعمة لها بداية من مستوى معيشة المواطنين الجيدة واحتلال المملكة مؤشر السعادة عن عام 2020 كأسعد بلد عربي بجانب المركز 21 عالميًا، بحسب تقرير سنوي صدر برعاية الأمم المتحدة، علاوة على امتلاك السعودية مجموعة من الأسماء البارزة، بمجالات عدة تتعدى شعبيتهم المحلية للمنطقة العربية بأسرها.

ولدى هيئة الترفيه، التي تأسست عام 2016، طموحات كبيرة باحتلال المملكة مرتبة بين أول أربع وجهات ترفيهية بمنطقة آسيا ومركزا ضمن أول عشرة على مستوى العالم، عبر تعزيز إقامة المهرجانات والفعاليات، وتفعيل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، ودعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافّة، لكن الأمر يتطلب أيضًا اقتحام عالم الإنتاج والصناعة والمنافسة بقوة في صناعة محتوى صالح للمنافسة المحلية والإقليمية.

وفي هذا السياق، يقول آل الشيخ إن الترفيه يعد قطاعًا واعدًا للاستثمار، وسيشبه مستقبلاً سوق الأسهم والعقار، إذ يخدم أكثر من برنامج من برامج رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى إيجاد مصادر دخل للمملكة غير الدخل النفطي، والإسهام في تحسين جودة الحياة، والتقليل من قيمة الأموال التي ينفقها السعوديون على الترفيه والسياحة الخارجية.

وتتوقع دراسات اقتصادية وصول الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه بالمملكة إلى 36 مليار ريال بحلول 2030 ما يجعل تلك الصناعة قادرة على استيعاب أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة بجانب توفير مبالغ ضخمة ينفقها شعب المملكة في الخارج، فوفقا للتقديرات ينفق السعوديون سنويًا ما بين 78 و100 مليار ريال سعودي في رحلاتهم الخارجية بسبب قلة وسائل الترفيه وتنوعها محليًا.

كذلك تملك المملكة تجربة فريدة قبل سنوات بإنتاج فيلم «بلال»، الذي استعرض حياة الصحابي الحبشي بلال بن رباح ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية؛ لاحتوائه أطول مقطع لمعركة مدتها 11 دقيقة ونصف، كما استطاع أن يكون خير واجهة للإنتاج السعودي بدبلجته لأربعة لغات عالمية، وكان ثاني فيلم سعودي يصل إلى أميركا ويجد صدى بين جمهورها.

ومن أجل دعم الإنتاج المحلي أعفت هيئة الإعلام المرئي والمسموع الأفلام المحلية من أي مقابل مالي لها على التذاكر في مختلف صالات العرض بمناطق المملكة لدعم منتجي الأفلام السينمائية المحليين والفنانين وصـُناع المحتوى، بعدما كان الفيلم السعودي سابقا يؤخذ منه 20 في المائة من إيراده مثله مثل الأفلام الأمريكية، وهو مطلب نادى به المنتجون المحليون من أجل تعظيم مدخلات صناعة العرض السينمائي التي انطلقت بافتتاح أول دار عرض بمدينة الرياض في أبريل 2018.

ويُمكن للمملكة أن تجذب شريحة من الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها في الخارج والتي تمثل وسيلة دعاية مجانية لسياحة السفاري والتراث بجانب أنها مورد اقتصادي هام.

مشروعات سياحية عملاقة

السياحة والترفيه أيضا وجهان لعملة واحدة، حيث تشهد المملكة مشروعات سياحية عملاقة مثل: مشروع الرياض الخضراء أحد أكبر مشاريع التشجير طموحًا في العالم، ومشروع القدية الذي تتضمن مرحلته الأولى أكثر من 45 مشروعًا، فضلاُ عن بوابة الدرعية الذي يستهدف جذب 25 مليون زائر وسائح سنويًا من داخل وخارج المملكة، بجانب مشروعات شركة البحر الأحمر للتطوير العقاري السعودية التي تعيد تشكيل الخريطة السياحية العالمية بأسرها.

كذلك أطلقت «مواسم السعودية» قبل عامين نحو 11 موسمًا سياحيًا تغطي معظم مناطق المملكة نجحت في جذب الملايين من الزائرين، موزعة بين موسم الشرقية بنحو 3 ملايين زائر، وموسم جدة بنحو 9 ملايين زائر؛ وفي موسم الطائف جذب 2.5 مليون زائر، وتمكن موسم الرياض من الوصول إلى 10.3 مليون زائر و206 آلاف سائح.

واستقطبت هيئة الترفيه العديد من الأسماء العالمية في حفلاتها كالموسيقار العالمي، ياني كريسماليس، وفرقته التي نظمت عدة حفلات، وكذلك الموسيقار الفرنسي العالمي جان ميشال جار، والموسيقار العالمي جيرجيلي بوغاني، والذين استطاعوا جذب أنظار وأسماع جمهورهم العريض على مستوى العالم بأسره.

وتكاملت تلك التطورات مع عزم الهيئة إنشاء معهد للموسيقى بالتعاون مع رموز فنية في عالم العزف على الآلات الشرقية والغربية في آن واحد، لاستقطاب أكبر قدر من المواهب السعودية، التي لم تدرس أو تثقل تجربتها منذ الصغر، خاصة أن السوق السعودية جاهزة لصناعة جيل جديد من الموسيقيين.

الملاهي الأفضل في المنطقة:

وباتت العديد من مدن الملاهي السعودية مصنفة ضمن الملاهي الأفضل في منطقة الشرق الأوسط على مواقع السفر، ما يجذب مستقبلاً قطاعا من السائحين خاصة مع تمتع بعضها بمساحات شاسعة تصل إلى 15 ألف متر، بجانب التنويع في الخدمات الترفيهية المقدمة لتتضمن التزلج على المنحدرات والثلج وسباقات الفورميلا.

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تجني المملكة ثمار صناعة الترفيه خلال سنوات قليلة بعدما ارتفعت الأنشطة الترفيهية لقرابة ثلاثة آلاف نشاط، وفي ظل عشرات المشروعات السياحية الضخمة التي في طور التنفيذ.

التطور الملحوظ في صناعة الترفيه بالسعودية لا يمكن لأحد إنكاره، وحجم الإنجاز المحقق منذ تدشين الهيئة قبل خمس سنوات بظهور الجهود الحثيثة والاهتمام المتزايد بتلك الصناعة بات حديث القاصي والداني في العالم.

ويؤكد الخبراء أن العام المقبل 2022 والأعوام القادمة ستشهد انتعاش مجالات الترفيه والسياحة في المملكة لدعم الاقتصاد ضمن رؤية المملكة 2030.

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa