تجدد المملكة يوما تلو آخر حرصها الدؤوب على حماية الأمن الإقليمي والعربي، وفق إجراءات عملية واضحة تعلي مصالح الأشقاء وتستثمر المكانة السياسية التي تتمتع بها الرياض في المنطقة والعالم الذي لم يعد فيه من ثابت سوى التغير ذاته، وذلك بناء على فكر استراتيجي يقوم على تقديم الدعم السعودي للعلاقات «العربية – العربية».
من هذا المنطلق تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى المملكة الأردنية الهاشمية، في ثاني محطات جولته التي تشمل مصر والأردن وتركيا، وسط اهتمام سياسي وشعبي واسع النطاق بتلك الزيارة وما يتربط بها من نتائج داعمة على مستوى الدور السعودي إزاء تلك الدول التي تنظر إلى المملكة اتساقا مع المرحلة التاريخية الدقيقة التي تمر بها وما حققته من إنجازات كبيرة في المجالات كافة.
تدرك المملكة أهمية العمق الاستراتيجي المحوري بالنسبة لدورها إقليميا ودوليا، وهو ما يفسر اهتمامها بتعزيز علاقاتها في محيطها الإقليمي خصوصا مع ما تتمتع به من احترام اكتسبته من خلال سياستها الحكيمة ورؤيتها المتوازنة في التعامل مع العديد من الملفات، ولذلك تأتي زيارة سمو ولي العهد إلى الأردن لبحث العديد من الملفات الهامة التي تتوحد فيها رؤية الرياض وعَمَّان.
ويعود الاهتمام بالعلاقات «السعودية – الأردنية» إلى عقود طويلة ومحطات تاريخية فارقة كان من بينها رئاسة ولي العهد لمجلس التنسيق السعودي الأردني والذي تأسس في العام 2016، ذلك المجلس الذي يباشر الإشراف ومتابعة إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية.
ويهدف المجلس إلى تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وتنمية العلاقات بين البلدين ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات المشتركة، ويأتي في إطار حرص قيادتي البلدين على إزكاء العلاقات بينهما وتطويرها إلى آفاق أرحب من التعاون وحماية المصالح المشتركة.
وفي عام 2017م أتت زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز للأردن، بشرى خير للعلاقات السعودية الأردنية، وذلك من خلال دعم نمو التجارة البينية بين البلدين إلى أكثر من 50%، كما تزامنت مع الاجتماعات بين رجال الأعمال في القطاع الخاص في البلدين، لدعم تأسيس عشر شركات متخصصة جديدة برؤوس أموال تتراوح ما بين 20 و200 مليون ريال لضمان نجاحها واستمراريتها.
وترجمت المملكة علاقتها مع الأردن إلى تعزيز المصالح الاقتصادية وذلك بعد وصلت قيمة الاستثمارات السعودية في ذلك البلد الشقيق إلى أكثر من 13 مليار دولار، في مجالات عديدة شملت: النقل والطاقة، والسياحة، وغير ذلك من المجالات التي ساهمت في دعم عَمَّان اقتصاديا وتوفير العديد من فرص العمل لأبناء الأردن.