عاصمة التأسيس.. قصة إنشاء «الدرعية» اللبنة الأولى للدولة السعودية

مدينة الدرعية (أرشيفية)

مدينة الدرعية (أرشيفية)

انطلق النداء الأول لتأسيس الدولة السعودية من الدرعية، الواقعة وسط الجزيرة العربية، في إقليم اليمامة.

وكوْن اليمامة فائقة الاتساع وتضم أقاليم أخرى مثل العارض والوشم وسدير والفرع، فإن العاصمة الدرعية كانت لبنة أولى لتأسيس الدولة السعودية الأولى.

ويحتلّ إقليم اليمامة جزءًا كبير من مساحة الجزيرة العربية، إذ تبلغ مساحته ما يزيد على 1000 كم بعض 500 كم، وتتوسطه جبال طويق الشهيرة التي تغنى بها الشعراء.

كيف تأسست الدرعية؟

أسست عشيرة المردة من الدروع من بني حنيفة شرقي الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي، وأطلقوا عليها اسم «الدرعية» نسبة إلى العشيرة، وذلك بعد أن انتقلوا من وسط الجزيرة العربية في القرن الرابع الهجري لظروف عدم الاستقرار آنذاك، ونتيجة لعودة عشائر بنــي حنيفــة إلى حجـر اليمامـة بعـد عـودة الاسـتقرار إليهـا تلقـى مانـع بـن ربيعـة المريـدي الحنفـي وهـو في بلدتـه الدرعيـة شرق الجزيـرة العربيـة دعـوة ابـن عمـه حاكـم مدينـة حجـر في اليمامـة وهـو ابـن درع للقـدوم بالعشيـرة والاسـتقرار في منطقـة أجـداده وأسـلافه.

انتقـل مانـع بـن ربيعـة المريـدي الحنفـي وأفـراد عشيرته مـن الدرعيـة من شرق الجزيـرة العربيـة إلى وسـطها لتأسـيس الدرعية الجديـدة عام 850هــ 1446م، وقد عبر خـلال رحلتـه رمال الدهناء القاحلة مؤمنًا بشـخصيته المسـتقلة الراغبـة في تأسـيس دولة واسـعة تحقق الأمن والاسـتقرار، وهو ما أورثـه ذريته من بعده.

اســتقبل ابــن درع ابـن عمه وعشـيرته في وادي حنيفــة، وأقطعه موضعي «غصيبة» و«المليبيــد» اللذيــن يقعان شمـال غـرب مدينــة حجــر، فجعــل مانــع غصيبــة مقــراً لــه ولحكمــه وبنــى لهــا ســوراً، وجعــل «المليبيــد» مقــرًا للزراعــة.

ويعـد هـذا الحـدث أبـرز أحـداث الجزيـرة العربيـة في العصـر الوسـيط، فقـد كان قـدوم مانـع اللبنـة الأولى لتأسـيس أعظـم دولـة قامـت في تاريـخ الجزيـرة العربيـة بعـد دولـة النبـوة والخلافـة الراشـدة.

اقرأ أيضاً
مناسبة غير مسبوقة.. المملكة تحتفي اليوم بـ300 سنة على نشأة الدولة السعودية
<div class="paragraphs"><p>مدينة&nbsp;الدرعية (أرشيفية)</p></div>

أمراء الدرعية

تعاقب على حكم الدرعية 7 أمراء أولهم الأمير مانع المريدي الذي أنشا المدينة في 850 ميلادية وأسس فيها إمارة وصولًا للإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى.

ربيعة بن مانع كان ثاني الأمراء والذي استكمل مسيرة تأسيس إمارة الدراعية، وخلفه ولده موسى بن ربيعة الذي عمل على زيادة نفوذ إمارة الدرعية، ثم إبراهيم بن موسى الذي أمّن طرق الحج والتجارة التي تمر بالدرعية، وأعقبه ولده مرخان بن إبراهيم الذي سار على نهج أجداده وعمل على زيادة نفوذ الدرعية، ثم مقرن بن مرخان الذي وسع من الإمارة، ويأتي بعد ذلك والد مؤسس الدولة الأولى سعود بن محمد الذي زاد من قوة الدرعية وتنسب إليه نخوة (خيال بن مقرن)، ثم يأتي عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى.

تأسيس الدولة

جاء مع الإمام محمد بن سعود النداء العظيم لبناء دولة توحد العرب في شبه الجزيرة، إذ أسس الدولة انطلاقًا من الدرعية على مرحلتين الأولى (1139 -1158هـ / 1727-1745م) لتوحيد شطري الدرعية وجعلها تحت راية واحدة بعد أن كان الحكم متفرقًا في مركزين، والعمل على تقوية مجتمع الدرعية عبر الاهتمام بالشؤون الداخلية، والاستقلال السياسي وعدم الولاء لأي قوة في حين أن بعض بلاد نجد كانت تدين بالولاء للزعامات الإقليمية.

وناصر الإمام محمد بن سعود الدعوة الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي اختار الدرعية بقوتها واستقلالها لنصرة الدعوة وحمايتها.

كما دعا الأمام محمد البلدات الأخرى للانضمام إلى الدولة السعودية الموحدة، إذ استطاع احتواء زعاماتها من أجل توحيد الدولة.

أما المرحلة الثانية خلال الفترة من (1159 -1179هـ / 1746-1765م) فقد تمثلت في بدء حملات التوحيد وتوليه الإمام محمد بن سعود القيادة، وتوحيد معظم منطقة نجد وانتشار أخبار الدولة، والقدرة على تأمين طرق الحج والتجارة، لتصبح دولة آمنة، مع التصدي لعدد من الحملات التي أرادت القضاء على الدولة في بدايتها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa