اعتاد الأهالي في مختلف أحياء مدينة حائل استقبال أول أيام عيد الفطر بموائد شعبية، يجتمع حولها أهل الحي الواحد، لتبادل التهاني والأحاديث الودية، في مظهرٍ اجتماعي مثالي.
وتمتلئ حارات مدينة حائل بالسجاد والأواني بعد صلاة العيد مباشرة ويخرج الرجال والأطفال إلى الشوارع مفترشين وسط الحي وهم يحملون صياني العيد المحملة بالأرز واللحم.
وتشارك في إعداد هذه الموائد الشعبية جميع أسر الحي، من خلال اختيار طبق أو أكثر من الأكلات الشعبية المعروفة في المنطقة، مع الاهتمام بالتنوع الذي يأتي بعد التنسيق المتواصل بين تلك الأسر، وهو الأمر الذي يضاعف من جمالية هذا التقليد الاجتماعي الذي توارثه أهالي حائل جيلاً بعد جيل.
وجرت العادة على أن تكون هذه الموائد جاهزة عقب صلاة العيد مباشرةً، لتستقبل بدورها الأهالي الذين شخصوا لمصليات العيد، مشاركين بعضهم الفرحة والبهجة بمقدم هذه المناسبة العزيزة، التي جاءت بعد شهرٍ فضيل.
ولتناول ولائم العيد في حائل طقوس خاصة، فالعادات تمنع بقاء الشخص عند وليمة واحدة، بل يجب عليه أن يتنقل بينها ليتذوق طعام كل أهل الحي. وهذه العادة مستمرة في حائل منذ عشرات السنوات، ولم تنقطع إلا في العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.
ومرّ هذا التقليد طوال تاريخه عبر الأجيال بمراحل متعددة، بدأت بشكلٍ بسيط من خلال تقديم أكلات شعبية جماعية، تعدها الأسر في منازل الحي، ومن ثم تطورت العادة الأصيلة لتصل هذه الأيام إلى ولائم كبيرة، يخصص لها فريق عمل تنظيمي، يبدأ ترتيباته الخاصة بالإعداد للموائد مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، واعتماد فعاليات مصاحبة بجانب تلك الولائم، مثل المتاحف والفعاليات الترفيهية والشعبية، مما أوجد أجواءً تنافسية اجتماعية بين أحياء المدينة للظفر بلقب أفضل احتفالية حائلية.