يعتبر موسم «الكنّة» منتصف شهر أبريل، أحد أهم المواسم التي ينتظرها صيادو السمك في منطقة جازان، حيث يعد واحدا من أشهر مواسم صيد السمك، فيشهد موسمه وفرة في السمك وجودة في نوعيته، ويجد إقبالًا من الصيادين المحترفين والهواة والمتنزهين، فيما تعد أسماك الضيراك "الكنعد" من أشهر الأسماك وأكثرها توافرًا خلال موسم الكنة الذي يستمر حتى نهاية شهر يونيو.
وتتنوع مواسم صيد الأسماك في منطقة جازان التي تشتهر بإنتاج نحو 11,000 طن متري من الأسماك سنويًا عبر مياهها الإقليمية الممتدة على البحر الأحمر المقدرة بأكثر من 250 كيلو مترًا من مركز الشقيق شمالًا وحتى مركز الموسم جنوبًا، إلى جانب جزر فرسان، ما يمثل نحو 35% من الإنتاج السمكي من البحر الأحمر، ونحو 20٪ من الإنتاج الكلي للمملكة.
وتشمل تلك المواسم، موسم صيد أسماك الناجل والطرادي الذي يبدأ من بداية شهر يوليو وينتهي في آخر شهر فبراير، وموسم صيد أسماك الباغة من منتصف أكتوبر وحتى نهاية مايو، وموسم صيد الروبيان من بداية سبتمبر وحتى نهاية مارس، فيما يتم صيد أسماك البياض والشعور والهامور والعربي على مدار العام.
ويمارس 3200 صياد مهنة الصيد على امتداد سواحل منطقة جازان وجزر فرسان، مستفيدين من 17 مرفأ صيد منتشرة على امتداد سواحل منطقة جازان، فيبحرون يوميًا عبر 1657 واسطة صيد، مساهمين في استثمار ثروات البحر ومحافظين على مهنة صيد الأسماك، عارفين بمختلف مواسم الصيد وأشهرها، إلى جانب صيادي السمك من الهواة والمتنزهين عبر قواربهم.
وكان فرع وزاره البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان قد أطلق مؤخرًا مبادرة "لتوطين مهنة الصيد" حيث سلّم سمو أمير منطقة جازان قوارب الصيد لـ13 صيادًا من صيادي الأسماك بالمنطقة دعمًا لتحقيق أهداف المبادرة.
ويقوم كذلك مركز أبحاث الثروة السمكية بالإشراف على قطاع الصيد بالمنطقة وإصدار وتجديد رخص ممارسة مهنة الصيد لجميع الفئات والقيام بجولات تفتيشية لضبط وتنظيم استخدام وسائل الصيد ومخالفة من يتجاوز النظام الصادر بذلك، وإعداد وتنفيذ الدراسات البيولوجية لبعض أنواع الأسماك الاقتصادية بالتنسيق مع الوزارة، وكذلك مراقبة مواسم حظر الصيد، والإسهام في الحفاظ على البيئة البحرية من التلوث ومنع عمليات الردم والدفن ورمي المخلفات المضرة بالبيئة بالتعاون مع الجهات المعنية في تنفيذ اللوائح الخاصة بحماية الثروات المائية بالمنطقة.
ويباشر المركز أعماله الإشرافية على كامل شواطئ المنطقة من الشقيق شمالًا وحتى الموسم جنوبًا وعمل التقارير الدورية، وكل ما يخص أعمال المراقبة البحرية الهادف إلى زيادة متابعة تطبيق الأنظمة واللوائح الصادرة من الوزارة المنظمة لعمليات الصيد.