تفاصيل ملهمة لقصة الشاب "باسم الحربي".. من إداري لتسجيل وصفات المرضى إلى أخصائي نفسي يحصل على الماجستير بامتياز من جامعة جازان

تفاصيل ملهمة لقصة الشاب "باسم الحربي".. من إداري لتسجيل وصفات المرضى إلى أخصائي نفسي يحصل على الماجستير بامتياز من جامعة جازان

كشف الشاب السعودي الطموح "باسم بن علي الحربي" عن تفاصيل قصة كفاحه التي نقلته من موظف إداري لتسجيل وصفات للمرضى والمراجعين بمركز صحي إلى أخصائي في علم النفس ونيله درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى .

وفي لقاء مع "عاجل" أكد "الحربي" خلال سرد تفاصيل قصة إصراره وعزيمته في بلوغ طموحه بهمة الشباب السعوديين أنه اختصر في بداية مشوار حياته على الاكتفاء بوظيفة إدارية على بند الأجور بشهادة الصف السادس الابتدائي في أحد مراكز مكافحة نواقل المرض بمنطقة جازان وانتقاله بعد عدة سنوات للعمل بمركز الرعاية الأولية الصحية بالبديع والقرفي في قسم الاستقبال مسجلا الوصفات الطبية للمرضى والمراجعين .

وتابع: خلال هذه السنوات الطويلة استطعت إكمال دراستي في المرحلتين المتوسطة والثانوية منتسبًا، وهذا الأمر الذي جعلني أشعر بشغف كبير وبدعم ومساندة ودعاء متواصل من والدتي -حفظها الله- وزوجتي التي تحملت عني عبء الحياة الأسرية لأتفرغ لحياتي العملية والتعليمية والتي أخذت كل وقتي وجهدي لسنوات طويلة، ورأيت أمامي أن شهادة البكالوريوس ليست صعبة المنال وأنها تعد حلما لا بد من تحقيقه، وهو بالفعل ما قمت به عندما سجلت بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عبر برنامج الانتساب، واجتزت السنة التحضيرية والتحقت في ذات الجامعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية تخصص "علم النفس" ولمدة أربع سنوات استطعت التخرج عام 2014م بتقدير جيد جدًا مرتفع، حيث كنت على رأس العمل الإداري وأتابع دراستي الجامعية متنقلًا ما بين جازان وجدة في فترات الاختبارات النهائية بصبر وثبات وجد واجتهاد ودعم متواصل من أسرتي، ولم أتوقف عند هذا الحد، بل خضعت بعد حصولي على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن طريق برنامج الانتساب إلى تدريب واختبار في هيئة التخصصات الصحية وذلك عام 2015م، وتم اجتيازي بنجاح والموافقة على تصنيفي إلى "أخصائي نفسي"، وهذا بحد ذاته يعد إنجازًا ليس سهلًا ولكنه يمكن تحقيقه بإصرار وإرادة.

وأضاف الشاب الطموح "باسم الحربي"، قائلًا: قد أكون وصلت لمرحلة انتقالية عظيمة في مسيرة كفاحي في حياتي العملية واستمراري في خوض سباق التعليم التي مرت بمراحل وتجارب كثيرة ومتنوعة استطعت خلالها التغلب على كل الظروف والصعاب ومواجهة التحديات بصبر وعزيمة وحققت النجاح تلو النجاح، وبعد تصنيفي على مسمى "أخصائي نفسي" تم فتح وظائف في عام 2016م في مستشفى الأمل للصحة النفسية بجازان وكانت مقاعدها محدودة جدًا بأربعة فقط ودخلت المسابقة الوظيفية واجتزت الاختبار بثقة كبيرة، ما ساهم ذلك في قبولي بتحقيق المركز الثاني واختياري على وظيفة "أخصائي نفسي" بالمستشفى لأقدم استقالتي من وظيفتي الإدارية بعد خدمة لسنوات طويلة اكتسبت خلالها الخبرة والعزيمة والكفاح، وكذلك زملاء وأصدقاء لهم الفضل بعد الله عز وجل في تشجيعي ومؤازرتي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تغيير عظيم في حياتي كلها ، فلهم مني جزيل الشكر والتقدر على ما قاموا به من أجلي بصدق وإخلاص ووفاء.

وتابع "الحربي" في سرد قصته الملهمة بقوله : لم يقتصر موضوع طموحي إلى هنا رغم أنني انتقلت لمرحلة وظيفية تعتبر نقلة نوعية وقفزة هائلة بالنسبة لي ، حيث صممت على استكمال مشوار التعليم عاليا وبهمة حتى الوصول للقمة ، وققرت دراسة الدبلوم العالي في "الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية" في كلية المجتمع والتعليم المستمر بجامعة جازان وبالفعل أنهيت الدبلوم وكان في عام 2019م ولمدة عام واحد وحصلت على تقدير ممتاز ، وفي عام 2021م التحقت ببرنامج الماجستير في علم النفس والإدمان بجامعة جازان وحصلت على الشهادة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ، وأتشرف مساء الثلاثاء الماضي 21 مارس 2023م بالوقوف أمام أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز في الحفل البهيج للخريجين والخريجات من طلبة الجامعة والحاصلين على الشهادات العليا، فكانت هذه هي لحظة العمر بالنسبة لي وأنا أقف شامخًا بكامل هذا العطاء ومحققا هذا الإنجاز العظيم عبر محطات من مسيرة حياتي .

وعن هذا الإصرار والكفاح وتحقيق الطموح أشار الشاب "باسم الحربي" أنه كان يشاهد زملاء وأقران له وصلوا لمراتب علمية متقدمة وحصولهم على وظائف عالية، فأحسست بأنه لا قيمة لي إذا لم أخض تجربة تتمثل في إكمال تعليمي بعد المرحلة الابتدائية وبكل الطرق والوسائل، وبذل الجهد بجد واجتهاد وبمؤازرة ودعم من أسرتي وزملائي، فتجاوزت مراحل تعليمية اعتيادية هي طموح الكثيرين من أمثالي الذين يصلون وقتها لنيل الشهادة الثانوية ويبحث بعدها عن أي وظيفة تناسب مؤهله الدراسي، ورغم أنني على وظيفة أتقاضى منها مرتبا شهريا إلا أنني أمتلك عزيمة في البحث عن الأفضل سواء على مستوى التحصيل الدراسي والشهادات العليا أو حتى على المستوى الوظيفي وتحسين الدخل الشهري لي ولأسرتي، وهو يعد تحديا في تحديد المصير، والذي استطعت بفضل من الله تحقيق رغبتي في الانتقال من وظيفة إدارية "مسجل وصفات طبية" إلى وظيفة "أخصائي نفسي" بمستشفى الأمل للصحة النفسية بجازان وحصولي على درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ، وبمشيئة الله سأكمل المشوار لنيل درجة الدكتوراة في السنوات المقبلة .

وأضاف أنه يهوى "علم النفس" منذ الصغر ودائما يحرص على اقتناء الكتب والمراجع في هذا المجال، فزاده ذلك ثقافة واطلاعا بكافة ما يحتويه هذا العلم ووجد نفسه يميل لهذا التخصص والذي استطاع الوصول إليه كممارس له مع المرضى والمراجعين بالمستشفى بمسمى "أخصائي نفسي" وهو طموحه الذي تحقق بكفاح سنوات تمثلت ما بين العمل والدراسة .

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa