قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، إن الصلاة عمل عظيم وهي علامة من علامات التزام الإنسان بأمر ربه جل وعلا مؤكدًا تكرر الأوامر الإلهية بالصلاة فقال تعالى وأقيموا الصلاة وقال جل وعلى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وقال: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة).
وأضاف الشيخ الشثري، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى» المذاع عبر قناة «السعودية»، أن النصوص التي أمرت بالصلاة، ورغبت في المحافظة عليها كثيرة ومتعددة، وقد أخبر الله جل وعلا أن المؤمنين الذين يفلحون في الدنيا والآخرة من صفاتهم المحافظة على الصلاة والمداومة عليها.
وتابع: «لذلك فالمؤمن يستشعر هذه المعاني ويحافظ على الصلوات في أوقاتها ويسعى لبذل الأسباب التي تعينه على أداء الصلاة في الوقت المقدر شرعًا، وقد قال تعالى: (أقم الصلاة لدلوف الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا)، وجاءت النصوص بالحث على أداء الصلوات والترغيب في المحافظة على أوقاتها، لكن إذا غلب الإنسان فترك الصلاة مدة فحينها ما الواجب عليه؟».
وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن جماهير أهل العلم يقولون إنه يجب عليه قضاء هذه الصلوات التي فاتته وإن طال أمدها وعند الأمام أحمد وهو اختيار جماعة من الفقهاء من أهل المذاهب الأخرى أنه لا يلزمه إعادة ما فاته من هذه الصلوات، وإنما عليه أن يستأنف ويحافظ على الصلوات في مستقبل أيامه ويوصونه بالإكثار من النوافل لتكون سببًا من أسباب تعويض ما فاته من الأجر لتركه الصلاة فيما مضى.
وأوضح الشثري أن هذا الخلاف مبني على مسألة هل تارك الصلاة يكفر بذلك؟ وهل ترك الصلاة كفر؟ أم لا.. وقد ورد في عدد من الأحاديث التأكيد على المعنى ومن ذلك ما ذكره الله عز وجل من أن أصحاب الجنة يتساءلون عن المجرمين (ما سلككم في سقر قالوا لم نَكُ من الْمُصَلِّينَ) فدل هذا على أن من أسباب خروج الإنسان عن دين الحق هو عدم محافظته على الصلوات وجاءت النصوص ببيان أن تارك الصلاة ليس بمؤمن كما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)، ولذلك فإن العبد المؤمن حريص على أداء الصلاة في أوقاتها.
اقرأ أيضًا: