يحافظ مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، ضمن مرحلته الثانية، على التقاليد المعمارية القديمة في مساجد منطقتي الباحة ونجران، والتي ضمت مسجدي الصفا والزبير بن العوام.
وتضمنت أعمال المشروع في منطقة الباحة، مسجد الصفا الواقع بوسط محافظة بلجرشي، وهو أحد أقدم مساجد المملكة، إذ كان بناؤه في القرن الهجري الأول، قبل أكثر من 1350عام.
ويُروى أن أول من بنى مسجد الصفا هو الصحابي سفيان بن عوف الغامدي، وكان للمسجد دور اجتماعي بارز، لاعتباره مكانًا لاجتماعات أهل القرية يناقشون فيه أمورهم، ويحلون منازعاتهم ومشاكلهم بين صلاتي المغرب والعشاء.
ومساحة مسجد الصفا تبلغ قبل وبعد التطوير 78م²، كما ستبقى طاقته الاستيعابية قبل وبعد الترميم المعتمد على مجموعة من الأساليب التي تحافظ على القيم التاريخية والتصميمية عند 31 مصليا.
وتضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، مسجد الزبير بن العوام غرب مدينة نجران، وهو أحد المساجد القديمة التي يعود بناؤها إلى عام 1386هـ، في عهد الأمير خالد بن أحمد السديري.
ويقع مسجد الزبير بن العوام بالقرب من قصر الإمارة التاريخي بنجران، شمال طريق الملك عبدالعزيز، وهو أول جامع في منطقة السوق الشعبي القديم، وكان بناؤه الأول من الطين، فيما كانت مواضئه على الطراز التراثي الجنوبي.
وكان آخر ترميم للمسجد قبل 15 عاما، وأضيفت إليه في ذلك الترميم دورتي مياه، ومصلى مخصص للنساء، وتبلغ مساحته قبل وبعد الترميم 1436م²، كما ستبقى طاقته الاستيعابية عند 1000 مصل قبل وبعد الترميم.
يذكر أن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، يهدف لإعادة تأهيل وترميم 130 مسجدًا تاريخيًا في جميع مناطق المملكة، وتشمل مرحلته الثانية 30 مسجدًا من المساجد ذات الأهمية التراثية والتاريخية، لارتباطها بأحداث السيرة النبوية، أو تاريخ المملكة، وإبراز أبعادها الحضارية والثقافية من خلال الحفاظ على خصائصها العمرانية الأصيلة.
ويشارك في عمليات التطوير مجموعة من الشركات السعودية المتخصصة في معالجة المباني التراثية، بمشاركة مهندسين سعوديين يعملون على التأكد من الحفاظ على الهوية العمرانية لكل مسجد منذ تأسيسه حتى التطوير.
